السؤال
السلام عليكم
تزوجت من رجل مطلق، ولديه طفلتان، لم أكن مقتنعة لأسباب عديدة، منها أنني لم أكن راغبة بالزواج، ترددت كثيرا، ولكن الإلحاح من الأهل من الطرفين، وبأنهم سيعينونني على الطفلتين، وأنهم سيستقدمون خادمة، جعلني أوافق، فقد جعلوا المسألة سهلة وبسيطة.
وبعد الدخلة رأيت الوجه الآخر لزوجي، فقد كان قاسيا وشرسا، ولم أشعر بحبه لي، واجهتنا مشاكل عديدة، أولها شقتي التي لم أجد فيها الراحة، ومشاكل الديون والأقساط المتراكمة عليه، إضافة إلى بناته، وتعب تربيتهن، واللاتي لا تتجاوز أعمارهن الأربع سنوات.
مضت الشهور والحال نفس الحال، وشعوري بالندم على موافقتي، وإحساسي بأنني ظلمت نفسي بهذا الزواج، فلم أشعر بأنني عروس أبدا، رغم أنني حاولت كثيرا التأقلم، والرضا بهذه الحياة، وإيماني بأن الله معي دائما، ولا أعلم ما تخبئه لي الأيام.
تحاورنا كثيرا، ولكن دون نتيجة، حتى عملي رفض أن أعود إليه، على الرغم من أنه كان موافقا عليه أيام خطبتنا.
أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خزامى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
ولا شك أن في الحياة الزوجية تعبا، ولكن استحضار الأجر والثواب ينسينا الصعاب، ومسؤولية أطفال في هذه السن المذكورة صعبة، ولكنها تجربة ثرية، ومن هنا فنحن ندعوك إلى خلع نظارتك القديمة التي ترين من خلالها أنك مجبرة، ومخدوعة، واستبدالها بفتاة تثق في الله، وتحاول البناء، وتوقن أن الحياة كدح، وتعلم أنها لن تجد رجلا بلا عيوب.
ونتشرف بإشراكنا في تقييم الوضع، ولن نستطيع ذلك حتى نتعرف على دين الزوج، وعلاقته بوالديه والآخرين، وصدقه، وأمانته ومكانته، ووجاهته، وتقييمه لتجربته السابقة، وتقييمك لها، كذلك نرجو ذكر صور من قسوته، ونماذج من إحسانه، وسخائه وبذله مما عنده، وتقديره لرعايتك لبناته، وأسباب وقوعه تحت طائلة الديون، وأسباب رفضه لعملك الوظيفي، وأي نقاط كاشفة للوضع ولشخصيته.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونأمل في أن تغيري أسلوبك معه؛ حتى نتمكن من دراسة المسألة من كافة جوانبها، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، واحفظي سمعه وبصره، وأدي الذي عليك، واسألي الله الذي لك.
سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونفرح بالاستمرار، ونتمنى أن لا تستعجلي في طلب الطلاق؛ إلا بعد النظر في كافة الزوايا، وتأمل العواقب، ودراسة البدائل، واتركي القناعات المعلبة جانبا.
نسأل الله أن يوفقك ويسعدك.