السؤال
أنا في مدرسة، ولا يوجد غيرها تعلم علوم الشريعة، ولكن يدخل فيها بعض البدع مالاحتفال بالمولد النبوي والفاتحة، فخطرت ببالي فكرة أن أنجز مجلة حائط أكتب فيها أنشودة، وإلى جانبها الفتوى الشرعية للمولد النبوي، طرحت الفكرة على المعلم، وقال لي: احضر الأفكار والفتوى، وأنا سأرى بعد ذلك، ولكن أنا خائف؛ لأن بعضهم متصوفون.
بماذا تنصحونني؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amin حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يتولى عونكم، وأن ييسر أموركم، ونشكر لك – أيها الولد الحبيب – تواصلك معنا أولا، واهتمامك بتعلم دينك وتعليمه للناس، وهذه -إن شاء الله- فاتحة للخير في عمرك وحياتك، نأمل - إن شاء الله – أن تكون رجلا نافعا صالحا مصلحا.
أما بخصوص ما سألت عنه فإنه يتبين لنا من كلامك ومن بياناتك أنك لا تزال شابا صغيرا تعتني وتجتهد في تعلم العلوم الشرعية، وهذا شيء ينبغي أن نشد على يديك فيه، ونحن ننصحك بأن تبذل وسعك وتستغرق وقتك في تعلم العلوم الشرعية، وتجتهد في ذلك، وأن تنأى بنفسك عن مواطن الخلاف، وربما المصادمات مع الآخرين في هذه المرحلة من عمرك، لتجمع قواك العلمية في تحصيل ما تحتاجه من العلوم.
أما بشأن التصحيح للآخرين فهناك آداب ينبغي مراعاتها، ومن أهمها: تقديم الأولويات، فينبغي أن ننكر على الآخرين المنكرات ونقدم المنكر الأكبر، ثم نأتي إلى الأصغر، وهكذا.
كما ينبغي لنا أن نتخير أحسن الطرق والوسائل لإيصال الحق إلى الناس، ومن ثم فنصيحتنا لك أن تبدأ أولا بكتابة مقالات حول عظم التمسك بالسنة والأجر الحاصل للإنسان من وراء ذلك، وتستجلب النصوص الدالة على طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- واتباع شرعه، وكلام السلف الصالح في ذلك، حتى تبني أولا في نفوس الناس تعظيم السنة وضرورة اتباعها، ثم تأتي في مرحلة لاحقة الكلام عن بعض المخالفات للسنة، ومنها الاحتفال بالمولد النبوي.
نحن نؤكد ثانية – أيها الحبيب – أنه لا بد لك أولا من التعلم والاستزادة من العلم الشرعي الذي ينفعك عند الله تعالى، وتحاول نفع الآخرين به.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن ييسر لك الأمور، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.