السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي بخصوص زوجتي حيث أنها تعاند كثيرا، هي تحبني جدا لكنها لا تعرف كيف تتصرف؛ لا تفهم ما أريد؛ علما أن عمرها 17 سنة.
في بداية الزواج أتعبتني جدا، أي شيء بسيط يغضبها، وتفهم الموضوع عكس ما أريد، طيبة وحنونة لكنها لأبسط موقف تقول: ربما أنك لا تحبني، أنت متغير، مع أنه شيء بسيط جدا، وثقتها بنفسها قليلة جدا، تعرف أنها على خطأ لكنها لم تستطع تغيير نفسها، حاولت أساعدها وأعطيها الثقة ولسبب بسيط ترجع إلى نفس المشكلة.
التعامل معها صعب؛ فأنا أحيانا أضغط عليها من أجل أن تتغير من أجلي ومن أجلها لكنها تتضايق وترسل رسائل: يا رب أموت، ومن هذا الكلام، وأرجع أكلمها وأهديها، علما بأني متزوج منذ أربعة أشهر ونصف، وأنا الآن في غربة، وفي الغربة محتاج لأي واحد يقف معي ينسيني هموم الغربة، وأسمع كلاما حلوا، لكن للأسف؛ كل شيء أنا الذي أعمله: أهديها وأقف معها، وأحيانا أشعر أنها مخطئة، وأحيانا أقول لعله تتغير تتغير بسبب وقوفي معها، وربما مع الأيام تعرف قيمتي، لكن إلى الآن ما رأيتها تغيرت.
هي بريئة ومسكينة، لكنني تعبت، فأرشدوني بارك الله فيكم، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله تعالى أن يقدر لكما الخير، وأن يصلح أحوالكما، وأن يلهمكما السداد والرشاد، وأن يحقق لكما الآمال.
لا شك أن الأربعة الأشهر غير كافية لاستقرار الأوضاع، خاصة مع فتاة في السن المذكور، إضافة لبعدك عنها، ونتمنى أن تكون معك أو تعود إليها في أقرب وقت؛ فوجودكما مع بعض عنصر أساسي في حصول الطمأنينة والأمان، وكم تمنينا لو أنك ذكرت لنا نماذج من المواقف التي حصلت، وكيف كان تصرفها؟ وكيف رددت عليها؟
ونعتقد أن الإشكال الفعلي هو نقص المعلومات عندك بخصائص ونفسيات المرأة، وجهلها بخصائصك كرجل، فالمرأة عندما تشتكي لا تحتاج لحلول وإنما تحتاج الى دعم معنوي وتشجيع ووعد جميل وحسن استماع وإنصات، وننصحك بإشعارها بالأمن والحب لتمنحك التقدير والاحترام.
وأرجو أن تعلم أن مسيرة النجاح في الحياة الزوجية تبدأ بعد توفيق الله بالتعارف ثم التأقلم والتكيف والتنازل والفهم والتفاهم، ثم التعاون والتوافق والتآلف، وأن تشجعها على التواصل مع موقعكم، ونتمنى عدم إشراك أهلها أو أهلك في مشاكلكم، ونؤكد لكما أن الموقع في خدمتكم.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونذكرك بما قاله أبو الدرداء -رضي الله عنه- ليلة بنائه بأهله: إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب، وعليك بالصبر فإن العاقبة لأهله.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على الخير.