السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 22 سنة، غير متزوجة، أعاني من الضيق والوحدة الشديدة، تخرجت وجلست في البيت بدون عمل، أتميز بالطابع الاجتماعي وأحب أن أخدم الناس وأساعدهم، ودائما أبادر بالسؤال عن صديقاتي ولكن للأسف لا أجد من يسأل عني ويهتم بي، أصبحت متعبة نفسيا، فلا أجد من يهتم بي ولا يخرج معي، وأشعر بالحسرة الشديدة عندما أرى تواصل أختي مع صديقاتها.
أخاف أن أبقى على هذا الوضع طول عمري، فقررت الذهاب لدور القرآن لحفظ كتاب الله بدلا من هذه الوحدة، فقررت إبلاغ صديقاتي بهذه الفكرة كي يحفظوا معي كتاب الله.
سؤالي هو: هل هذا ابتلاء من الله؟ وهل سيعوضني الله بعد ذلك؟ وما هو علاج الوحدة والضيق؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سالي حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك التواصل والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك الآمال وأن يطيل في طاعته الآجال.
الإنسان مدني بطبعه ولا يمكن له أن يسعد إلا بالتواصل، وكونك اجتماعية فهذا ضمان لنجاحك بعد توفيق الله -عز وجل- وقد أحسنت بالتفكير في الذهاب لمركز القرآن، ونوصيك بحسن الاختيار ونسأل الله أن يحببك إلى عباده وإمائه، وأن يحبب إليك الصالحات منهن، وتذكري أن كتاب الله جليس لا يمل وصاحب لا يغش، وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة دون نقصان، زيادة في الهدى ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.
وليس هناك داع للانزعاج، فالاختلاط مع الناس لا بد أن يكون فيه من الاعتدال، لأن من الناس من خلطته داء ومنهم من خلطته كالغذاء، ومنهم من خلطته كالهواء ومنهم من خلطته كالدواء، ومن تخالط الناس لا بد أن تصبر عليهم، وعليها أن تنصح لمن تخالط، ومن هنا يتضح لنا أن الإشكال ليس في أن يكون لك صديقات، ولكن من المهم أن يكن صالحات مصلحات، ونتمنى أن تحافظي على تميزك وبادري بالسؤال، واقصدي رضوان الكبير المتعال، وابحثي عمن تذكرك بالله إذا نسيت، ومن تعينك على طاعة الله إن ذكرت.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.