السؤال
السلام عليكم
كيف يصبح لدي حسن البيان؟ دائما ما أسمع أن السابقين الأولين كان لديهم حسن بيان.
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنـه، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواه البخاري ومسلم.
ما تفسير هذا الحديث؟ لم أفهم الحديث، وكيف أعرف أن الإيمان دخل قلبي أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به ، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
- حسن البيان أخي الحبيب يأتي من كثرة القراءة، وخاصة في كتب الأدب، أو لكتاب جمعوا بين حسن البيان وعمق الفكرة، كابن القيم في القديم والرافعي مثلا أو الطاهر بن عاشور في الحديث، وإنا ننصحك أن تبدأ بكتاب: تحت راية القرآن وكتاب وحي القلم للرافعي، كبداية إن شاء الله.
- أما الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ...الخ.
هذا الحديث أخي الحبيب يتحدث عن بيان أطوار خلق الله للإنسان، وبيان أجله وبيان رزقه وبيان مصيره، وقد بين الحديث أن خلق الإنسان في الرحم يمر بثلاثة أطوار كل أربعين منها يكون في طور، فيكون في الأربعين الأولى نطفة وفي الأربعين الثانية علقة وفي الأربعين الثالثة مضغة ثم ينفخ فيه بعد ذلك.
كما يبين الحديث سعة علم الله تعالى، وأنه يعلم جميع أحوال الخلق قبل خلقهم، ويقدر مقاديرهم لحكمة، فما يكون منهم من إيمان وطاعة وكفر ومعصية وشقاوة وسعادة وفقر وغنى إلا قد سبق في علم الله.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: (فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل ...الخ)، فلعل هذا هو ما أحدث عندك بعض الإشكال، ولكن يفسر هذا المعنى ما رواه سهل بن سعد في الصحيحين وفيه: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة) أي أن المقصود أن ظاهر أعمال الرجل على خلاف باطنه فهو يرائي الناس بعمله.
- الإيمان أخي الحبيب: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، فإذا اعتقدت في داخلك وأقررت بلسان مقالك والتزمت شرع الله محافظا على الفراض فأنت مؤمن، والذنوب أخي الحبيب لا تنفي عنك صفة الإيمان، بل هي معاص وقعت فيها بسبب خلل أو تقصير، وعليك ساعتها التوبة والرجوع إلى الله.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله المستعان.