شخصيَّتي ضعيفةٌ جداً..فهل من نصائحَ للتخلص من هذا الضغف؟

0 184

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع.

عندما كنت صغيرا كنت ضعيف الشخصية -والحمد لله- أنا أتحسن شيئا فشيئا، وليكن في علمكم أني لا أخالط الناس في الحي إلا قليلا منهم 3 % تقريبا، كما أني لست اجتماعيا كثيرا، لاحظت أنني بعدما أتكلم مع شخص أو ألقي عليه التحية دون أن أذهب إليه وبعد افتراقنا يأتيني الوسواس وأقول لعله يقول إنني تكبرت عليه أو أقول لماذا قلت له هذا؟ ليتني قلت له كذا وكذا، وهناك صديق لي إذا تكلمت معه أقول: لعله يقول إن شخصيتي ضعيفة وليست رائعة...وغيرها من التفكير السلبي، وأظن أن هذا راجع إلى شخصيتي وأنا طفل، فأنا منذ صغري لست اجتماعيا، أخرج من المنزل للعب أو للدراسة أو للصلاة فقط، لا أخالط أي أحد، وبقيت هكذا إلى أن بلغت 15 أو 16 سنة وأصبحت أخالط بعض الناس وما زالت لدي بعض نقاط الضعف.

لذلك أريد منكم إعطائي بعض النصائح للتخلص من هذا الضعف، وأن أتخلص من خجلي بشخصيتي، وأرجو منكم إعطائي بعض الأساسيات لكي تصبح لدي مهارات اجتماعية ونفسية لتحليل ومعرفة شخصية من هم حولي، ومن ثم التعامل معهم بالأسلوب المطلوب.

أيضا: هل إذا جرحني أحد زملائي في مشاعري وكرامتي وتجاوزت عن تصرفه هل هذا يعتبر أني لا أملك كرامة أم أعتبره تصرفا أخلاقيا إسلاميا؟ مع العلم أني إذا لم أرد عليه أقول لماذا سكت له؟ يا ليتني لم أسكت ورددت عليه، لأنني لو سكت عليه لتمرد علي بتصرفات ومعاملات لا أحبها وهو يظنها عادية بالنسبة لي.

أرجو الإفادة، وشكرا لكم مرة أخرى، وبارك الله فيكم، وجزاكم عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: الإنسان يستطيع أن يبني شخصيته من خلال المعرفة، أي الاطلاع واكتساب المهارات العلمية، والإصرار على التواصل الاجتماعي، وأن تكون لك خطط وبرامج في الحياة، وأن تكون لك أهداف آنية، وأهداف متوسطة المدى، وأهداف بعيدة المدى.

حين يكون للإنسان أهداف: شخصيته تكون متحفزة، وتنطلق، لكن إذا لم توجد أهداف سوف يكون هنالك إحباط، سوف تتقلص الشخصية بشكل مريع جدا.

فيا أخي الكريم: خذ هذا المفهوم العام، وركز عليه تركيزا أساسيا.

النقطة الثانية: أهمية التواصل الاجتماعي، وهذا دائما يبدأ على مستوى الأسرة، ثم الأرحام، فالجيران، فالزملاء، فعامة الناس.

التركيز على هذا التواصل الاجتماعي يطور مهارات الإنسان، لأن الإنسان بطبيعته حين يتفاعل مع بقية الناس يتعلم منهم ويتعلموا منه، وهذا مهم جدا، فاحرص على أن توسع من شبكتك الاجتماعية مع الفئات التي ذكرتها لك.

ثالثا: بر الوالدين لوحظ أنه من الأشياء التي تبني شخصية الإنسان وتكونها، لأن رضا الوالدين لا شك أنه محفز جدا.

رابعا: المشاركات الاجتماعية – وقد أشرت إلى ذلك سلفا- فهي مهمة جدا، كالمشي في الجنائز والصلاة عليها، فهذا يعطي الإنسان شعورا بالهيبة، والرهبة الداخلية، ويبعث فيه قوة وطاقة نفسية كبيرة جدا مما يبني شخصيته، وكذلك الانخراط في الأعمال الاجتماعية أيا كانت، ثقافية، أو خيرية، ومن هنا أيضا تجد الشخصية احتكاكا كبيرا وتبنى على أسس جيدة.

بالنسبة لتقييم الآخرين: لا تشغل نفسك بهذا الأمر، على العكس تماما اقبل الناس كما هم، واستفد مما تراه جيدا، وتجنب ما تراه سيئا، والأمر ليس أكثر من هذا.

لا أحد يخدش كرامتك، ربما يكون هنالك سوء في المفاهيم في بعض الأحيان، خاصة إذا كان الإنسان حساسا.

كن من الكاظمين الغيظ، كن من العافين عن الناس ( والله يحب المحسنين ) واجعل دائما يدك يدا عليا، هذا يساعدك كثيرا.

حتى تكون شخصيتك أكثر ثباتا وقوة ونضارة خذ نموذجا في الحياة، اقرأ عن سيرة سيدنا أسامة بن زيد، أو سيدنا معاذ بن جبل – أو ممن تراه من شباب الصحابة رضي الله تعالى عنهم – هذه أمثال عظيمة، اقرأ وخذ منها شيئا، وهذا يفيدك كثيرا.

أخي الكريم: لا توسوس حول الأمور، لا تؤول الأمور، كن عفويا، دون أن تكون فوضويا، هذا أيضا يساعدك كثيرا.

تصوراتك السلبية عن ذاتك أعتقد أنها ناتجة أيضا من شيء من القلق والوسوسة، فلماذا لا تتناول أحد الأدوية البسيطة التي أراها مفيدة لك، وبجرعة صغيرة، والجرعة هي دواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) ويسمى في الجزائر (ديروكسات) ويسمى علميا باسم (باروكستين) تناوله بجرعة 10 مليجرام (نصف حبة) تناولها ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبة كاملة لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات