زوجتي عنيدة وتمن بإحسان إبيها علينا.. كيف السبيل لتغييرها؟

0 426

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه من جهد وعمل، جزاكم الله خير الجزاء.

أنا شاب متزوج من ابنة عمي، ولنا الآن ما يقارب الخمس سنوات -الحمد لله- سعيد بزواجي، وأحب زوجتي وتحبني، ولكنني أعاني من طبعها العنيد والمتكبر، ولا تحب أن تعترف بأي خطأ أو حتى أن أعاتبها، أو أرفع صوتي عليها.

هي تربت في إحدى الدول الخليجية، وأهلها يقيمون هناك، وما زالت تحتفظ بإقامتها في بلدها، وتسافر كل ستة أشهر، أو ثلاثة أشهر أحيانا لتجديد رخصة الخروج والعودة بدون محرم، وهذا يسبب لي في نوع من عدم الاستقرار، وعدم الرضا، ومعاناة في السفر، والخوف في الوقوع في الحرام، -والعياذ بالله-.

المشكله لا تكمن هنا فقط، ولكن المشكلة تكمن في عدم احترامها لي عند حدوث أي اختلاف بيننا، ودائما ما تذكر ماذا فعل والدها لنا، ومن نحن وماذا كنا، وهل نسينا، وحتى إذا تخاصمت مع إحدى النساء، أو إحدى نساء الأهل دائما ما تتطرق إلى مثل هذا الكلام، والذي أحسه يشملنا.

أحاول أني أتجاهل هذا رغم أني لا أنساه، ولكني أحسها تتمادى كثيرا لدرجة الوقاحة أحيانا، وتتلفظ بعبارات مغرورة ومستفزة لا يقبلها رجل ولا عاقل.

لا أنكر حبها لي، وتعلقها بي، ولا أنكر حبي لها وتعلقي بها، ولا أنكر أن عندي أخطاء وأخطاء كثيرة، ودائما ما تغفر لي، ولكن يراودني شعور بعدم الاستقرار في المستقبل.


إلى الآن لم ننجب أولادا، حصل حمل، ولكنه لم يكتمل -والحمد لله- على ما أعطى وما أخذ.

من أكثر المشاكل أيضا، وما قد قرأته من بعض الأزواج، وهذا هو دائما ما تحسسني به أني مقصر، ودائما ما تذكر لي أن فلانا عمل كذا وكذا لزوجته، وفلانة ذهبت كذا، وما شابه.

لم أشعر إلى الآن باستقراري العائلي بسبب سفرها، وحتى في تواجدها تحصل مشاكل تجعلنا متخاصمين لأشهر، أنا متأكد كل التأكيد بأن طبعها هذا لن يتغير، وأنه في أبسط خلاف ستتطرق إلى أقبح الألفاظ رغم أني عصبي ومتهور، وهي تدرك ذلك، ولكنها لا تتردد في استفزازي.

أفكر دائما بالزواج بثانية، لكن حبي لها وحبها لي يمنعني من ذلك، ولكني تعبت وأرهقت، وأحس أني مشتت رغم انشغالي الدائم، وحاجتي الماسة لزوجة تحتويني في بيتي، كوني أسكن بعيدا عن أهلي.

وسؤالي: كيف أبني وأحافظ على عائلتي المستقبلية في ظل هذه الظروف؟ وفي حالة إذا رزقنا الله بأولاد أخاف أن تعودهم على عدم احترامي، أو تشعرهم بما كنت أشعره لي فيتربون مستقلين لأبيهم وأهليهم.

أفيدوني -جزاكم الله خير الجزاء-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر الخير، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق في طاعته الآمال.

بنت العم بأعلى المنازل، وما بين الزوجين أكبر من المشكلات والحب الموجود بينكما نعمة من نعم الوهاب، ورغم تفهمنا لمعاناتك إلا أننا نؤكد أنكم بحاجة إلى صبر وحكمه، وما يحصل من زوجك طبع في غالب النساء، ومن هنا جاء التوجيه النبوي: ( استوصوا بالنساء خيرا )، وجاء التذكير بأنها ( خلقت من ضلع أعوج )، فالعوج يلازمها، ثم جاء التخويف لمن يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان.

ومن هنا فنحن نطالبك بالتفاهم معها بهدوء، ويمكن أن تقول لها: أنا أشتاق لك في غيابك؛ لأنني أحبك، والأهم من ذلك تذكيرها بما في الشرع الحنيف من تحريم للمن والأذى، وتذكيرها بحق القرابة، وبحرمة الغرور والتكبر، مع ضرورة أن يكون كل ذلك بعد الاعتراف بفضلها وفضائلها، وما فيها من إيجابيات، فبذلك تطيب النفوس ويأتيها الاستعداد للتغير نحو الأفضل.

ولا يخفى على أمثالك أن المرأة تحتاج إلى الأمن والحب، كما أن الرجل يحتاج إلى التقدير والاحترام، فوفر لها ما تريد حتى تعطيك ما تريد.

ولا تعلن رغبتك في الثانية، فإن ذلك سيعقد الأمور، ولكن اجعل همك الآن إصلاح الوضع في بيتك الأول.

واستعن بالله تعالى، واطلب تأييده واجتهد في طاعته، وتذكر قول الله: { وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين }، فما صلحت البيوت بمثل طاعتنا لصاحب العظمة والجبروت.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر فإن العاقبة لأهله.

سعدنا بتواصلك ونفرح بالاستمرار، ونتشرف بإشراكنا في برنامج الإصلاح، وفي اتخاذ أي قرار، ونسأل الله أن يجلب لكم الخير والاستقرار، وأن يعينكم على الوفاق والاستمرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات