السؤال
السلام عليكم
أعاني من مشكلتين:
الأولى: شخصيتي؛ حيث أنني مرحة مع أهلي، ودائما متفاعلة، لكن بمجرد أن أجتمع مع الآخرين تتغير شخصيتي 180 درجة، فأكون صامتة، ولا أتفاعل مع الآخرين، وأشعر بالضيق.
الثانية: أختي تصغرني بـ 6 سنوات، وأنا أكرهها، ودائما أتضايق منها، وخاصة عند اجتماع الأسرة، وأفرح إن لم تكن موجودة، أو كانت متضايقة، أو منعزلة، ولا أحب التحدث معها، ولا أتفاعل معها، رغم أن أهلي مقصرين معها، فهي لا تطالب بحقوقها.
أرجو مساعدتي، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مناهل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بهذين السؤالين.
بالنسبة للسؤال الأول:
أولا: لعل ما يمر بك هو نوع من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، وهو من أكثر أنواع الرهاب انتشارا بين الناس، والعادة وكما يحدث معك أن يحدث الارتباك أمام الغرباء، بينما أنت في غاية الراحة والاسترخاء أمام أفراد الأسرة.
وما يعينك على التكيف مع هذه الحالة عدة أمور، ومنها: أن تدركي أن هذه حالة من الرهاب الاجتماعي، ومحاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقتا ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يقال: عندهم ما يكفيهم. فيمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم؛ وهذا مما يخفف من ارتباكك أمامهم!
طبعا تذكري أن التجنب؛ كتجنب لقاء الناس الغرباء، لن يحل المشكلة، وإنما سيزيدها شدة، فحاولي الاقتراب قليلا من الناس، وتحدثي معهم، ولا شك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظين أن الأمر أبسط مما كنت تتوقعين، وهكذا خطوة خطوة ستتعلمين مثل هذه الجرأة مع الآخرين، كما أنت جريئة مع أسرتك، وبذلك تخرجين مما أنت فيه.
ثانيا: الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكري أنك في سن الشباب، وأن أمامك الوقت لتتجاوزي هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.
وثالثا: مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعرين بأن الارتباك قادم، هو القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، مثلا الجلوس في حالة استرخاء والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.
وبالنسبة للسؤال الثاني موضوع علاقتك وموقفك من أختك: لا شك أنك تدركين أن هذا الموقف منها غير سليم وغير صحي، ولذلك كتبت لنا تسألين المساعدة لتجاوز هذه السلبية في الموقف.
يقال عادة: إن هناك علاقة وثيقة بين الفكرة والعاطفة والسلوك، فربما سلوكك من أختك له علاقة بأفكار معينة تسكن رأسك، ومنها مثلا: أن أختك لا تحبك أو لا تتمني لك الخير، ولا شك أن هذه الأفكار غير دقيقة، فإن وجدت عندك مثل هذه الأفكار فحاولي التخلص منها، وستلاحظين وخلال فترة قصيرة أن أختك قد أصبحت من أقرب الناس إليك، واستبدلي الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، منها مثلا: أن أختك إنما هي عون لك، وستساعدك في حياتك، كما أنك ستعينينها على تجاوز صعوبات الحياة.
ربما منشأ هذه الفكرة عندك تجاه أختك ليس لسوء فيك، وإنما بسبب والديك وتفضيلهما لأختك، وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الآباء والأمهات، ولكن حاولي أن تصححي هذه الفكرة، فأنت لا شك عزيزة عندهم كما هي أختك وبقية الإخوة والأخوات -إن وجدوا-.
حاولي أن تتقربي أكثر من أختك، وحاولي مشاركتها في بعض الأعمال والمشاريع، فهذا مما يمكن أن يحسن من علاقتكما، قومي برعايتها وتقديم ما تستطيعين لها، وكما يقول الله تعالى عن هذه السنة السلوكية: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
وفقك الله، ويسر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا.