السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر21 سنة، لدي أخ أكبر مني بسنة، وأخت أصغر مني 5 سنوات.
عندما كنت بعمر 10 سنوات، كنت ألعب مع أقاربي وبنات أقاربي، أبناء وبنات خالاتي، وكنت متعودا عليهم، لأني ألعب معهم، ومع أخي الكبير وأختي الصغيرة، وهكذا.
عندما أصبحت بعمر 15 سنة، كان والداي يخبراني أنه يجب أن لا أرى بنات خالاتي، ونتستر عن بعضنا، وكذلك أخي يجب أن لا يرى بنات خالاتي، وأقاربي في نفس عمري.
بعد سنة أصبح أخي وأقاربي لا يدخلون في بيوت خالاتي، ويتحدثون مع بنات أقاربي، وبنات أقاربي لا يحتجبن عن أولاد أقاربي.
يوم من أيام عيد الفطر، عندما نعيد على خالتي كل أقاربي وأخي يدخلون بيت خالتي، وأقاربي وبنات أقاربي يتكلمون مع بعض، ولا يتحجب البنات.
أنا أجلس خارج البيت في الشارع، لأني ما أقدر أرى بنات خالتي، أما أختي الصغيرة فهي معهم ومع أخي الكبير.
بنات خالاتي كما قلت لا يتحجبن، ولا يستترن، وأخي يدخل في بيت خالتي، وأنا، الحمد لله، مترب على غير هذا، ولأن البنات يلبسن ملابس غير لائقة، وقصات شعرهن غير لائقة.
كل أقاربي مع أختي الصغيرة وأخي الكبير لا يتحدثون معي، ويعتقدون أنني ملل! ولكني لا أحب أن أتحدث مع بنات خالاتي لأني سأخالف سنة شرعية.
حاليا أحس ببعض إحباط، ووحدة ويئس! ماذا علي أن أفعل؟ هل أصبح مثلهم أم أظل في يئس؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يثبتك ويوفقك ويصلح الأحوال، وطاعة الله لا تجلب الاكتئاب والملل، ولا خوف عليك ما دمت تسعى في إرضاء الكبير المتعال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال.
لا يخفى على أمثالك أن شريعة الله باعدت بين أنفاس النساء والرجال، حتى في أطهر البقاع: المساجد، فجعلت خير صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء، وجعلت خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال.
أرجو أن تعلم أن الناظرين إلى النساء ليسوا بسعداء، كما أن المتبرجات لا يستمتعن، ولكنهم جميعا يعيشون الوهم، وقد قال ابن القيم: لا يستمتع العاصي بمعصيته إلا كما يستمتع الجرب بحك الجرب، فمتعهم منغصة بشؤم المعصية.
لا شك أننا في زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، ولكن (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا) ومن غض بصره أورثه الله نورا، وحلاوة في قلبه، بخلاف من يطلقون أبصارهم فإنهم يحرمون لذة العبادة، ويفقدون التفوق في الدراسة، ولقد أحسن من قال:
إنك متى أرسلت طرفك رائدا * لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر* عليه ولا عن بعضه أنت صابر
حافظ على ما أنت عليه، ولا تغتر بكثرة الهالكين، وسر على طريق العفاف، ولا توحشنك كثرة الهالكين، وتعوذ بالله من شيطان يقعد لك وللناس على الصراط المستقيم، وهم هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا ولكن هيهات فإنه ليس بضارهم إلا بإذن الله.
وهذه وصيتنا لك بذكر الله، فإنه مبعث الطمأنينة، وعليك بتقوى الله فإن الله لا يقبل إلا أهلها.
ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، ويحفظك ويتولاك.