السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما، اضطربت لدي الدورة الشهرية الحالية، ولأول مرة، حيث أنه تغير قوام الدم، وازدادت مدة نزوله، إضافة إلى نزول إفرازات بنية خيطية لزجة، لها رائحة غير مزعجة ولا كريهة.
طهرت بعد انقضاء 11 يوما، على خلاف الدورات السابقة، كنت أطهر في اليوم السادس، وبعدها بيومين تنزل إفرازات شفافة، وفي يوم 24 عاود نزول الدم مع إفرازات بنية داكنة أكثر من السابق، قبل هاتين الدورتين كنت دورتي منتظمة، حيث كان موعدها في الشهرين السابقين 25/10 و 18/11.
أريد معرفة سبب التغير المفاجئ في شكل وموعد الدورة، وماذا يلزمني من صلاة في هذه الحالة؟ وما يلزمني من فحوصات إذا استدعت الحاجة؟ وأحتاج إلى نصيحتكم بخصوص هذا الأمر، لأن نفسيتي تعبت بسبب هذا الخلل المفاجئ، علما بأنه بعد 3-5 أشهر موعد زواجي -إن شاء الله-.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Islam حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الناحية الطبية أقول: تعتبر الدورة الشهرية طبيعية إذا كان طولها يتراوح بين 24 -34 يوما, وإذا كانت مدة الحيض فيها من 2-9 أيام، فإن كانت الدورة غير طبيعية, وكان اضطرابها يحدث لأكثر من 3 مرات في السنة, أي أكثر من مرة كل أربعة أشهر, فقد يكون هنالك سببا مرضيا لذلك, وبالتالي يجب عمل تحاليل هرمونية شاملة, وعمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, لمحاولة معرفة السبب , ثم علاجه -بإذن الله تعالى-.
وبما أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الاضطراب في الدورة عندك, فلا يصح القول من الآن بأن الدورة غير منتظمة, لأن مثل هذا الاضطراب قد يكون ناتجا عن القلق والتوتر بسبب اقتراب موعد الزواج, أو قد يكون ناتجا عن الإرهاق والتعب, أو أي ظرف طارئ, وقد لا يتكرر حدوثه ثانية.
لذلك نصيحتي لك الآن هي العمل على تسجيل مواعيد نزول الدورة، ومواعيد الطهر بشكل منتظم, ولمدة ثلاثة أشهر قادمة, وأيضا تسجيل مواعيد نزول أي دم خلال فترة الطهر, ثم بعد ذلك يمكن الحكم على انتظام الدورة عندك، فإن تبين بأن الاضطراب فيها يتكرر, فهنا يجب عمل تحاليل هرمونية أساسية في ثاني أو ثالث يوم من الدورة, وفي الصباح, وهذه التحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON -TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN -DHEAS
كما يجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, للتأكد حينها من عدم وجود كيس أو أكياس.
ومن خلال تواريخ الدورتين التي ذكرتيها في رسالتك, فإن طول الدورة هو 24 يوما, فإن كان هذا هو الطول الشائع عندك، وكنت ترغبين في تنظيمها أكثر قبل الزواج, بحيث تتمكنين من توقع تاريخ نزولها مسبقا عند الزواج, فيمكنك تناول حبوب تسمى (بريمولت) حبتين يوميا، ابتداء من اليوم 15 إلى اليوم 25 من كل دورة شهرية, فهنا ستنزل الدورة بعد التوقف عن هذه الحبوب في خلال 2-5 أيام -بإذن الله تعالى-, ويمكنك الاستمرار بتناولها حتى بعد الزواج, فهي لا تؤثر على الحمل, بل على العكس فإنها ستعمل على تثبيت الحمل في حال حدوثه -بإذن الله تعالى-.
نبارك زواجك مقدما, ونسأل الله -عز وجل-, أن يكتب لك فيه كل الخير.
----------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-،
وتليها إجابة: الشيخ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
----------------------------------------------------------
مرحبا بك – ابنتنا العزيزة – في استشارات إسلام ويب.
الذي فهمناه من سؤالك أن مدة الدم الذي نزل في المرة الأولى وحصل خلاله الاضطراب، ومدة نزول السائل أو الإفرازات الشفافة التي لحقته - بعد انقضاء إحدى عشر يوما - من الدماء، وعود الدم بعد ذلك كله.
الذي فهمناه من هذا كله أن المدة لمجموع هذا كله – أي لمجموع الدم الأول ومدة السوائل أو الإفرازات الشفافة ومدة الدم الثاني الذي عاود نزوله مصحوبا بالإفرازات البنية – مجموع هذا كله – فهمنا من الاستشارة – أنه تجاوز خمسة عشر يوما، وإذا كان الأمر كذلك فإننا نقول في هذه الحالة: أنت لست حائضا في جميع أيام الدم، لأن أكثر الحيض خمسة عشر يوما عند جماهير الفقهاء، فإذا زاد على ذلك – مع ما تخلله من نقاء – فإنه يتبين بذلك أنك مستحاضة، والمستحاضة إن كانت ذات عادة فإنها ترجع إلى عادتها، أي: تحسب أيام عادتها هي أيام الحيض، وما زاد عليها استحاضة، لا تمنعها الاستحاضة من الصلاة والصوم، فيجب عليها أن تغتسل وتصوم وتصلي.
وما دامت مستحاضة والدم نازل لا ينقطع خلال وقت الصلاة من أول دخول الوقت إلى آخر خروجه، فإنها في هذه الحالة صاحبة عذر، تتوضأ بعد دخول الوقت بعد الاستثفار – أي شد شيء يمنع خروج الدم وانتشاره-، وتتوضأ وتصلي بهذا الوضوء صلاة الوقت، وما شاءت من الصلوات، ولها أن تصلي إلى أن يخرج الوقت، فإذا خرج الوقت انتقضت هذه الطهارة عند أكثر علماء المسلمين، فإذا جاءت الصلاة الأخرى أعادت لها الوضوء، وهكذا.
ونرجو بهذا -إن شاء الله- أن يكون الحكم بالنسبة لك واضحا، نسأل الله تعالى لك التوفيق.