السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني الكبير عمره 20 سنة، لا يصلي، ويستعمل المخدرات، ويشاهد الأفلام السيئة، هل أطرده من المنزل؟ ماذا أفعل؟ أخاف على أبنائي الآخرين أن يتبعوه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني الكبير عمره 20 سنة، لا يصلي، ويستعمل المخدرات، ويشاهد الأفلام السيئة، هل أطرده من المنزل؟ ماذا أفعل؟ أخاف على أبنائي الآخرين أن يتبعوه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Faadumo حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية، وأن يعيننا جميعا على طاعته وحسن عبادته.
فإن صلاح الولد أمنية غالية لعباد الله المرسلين، قال تعالى: (( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ))[آل عمران:38] وهي أمنية صادقة لعباد الله المتقين، قال تعالى: (( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ))[الفرقان:74].
ولكن نحن الذين نجتهد في تربية الأبناء على الصلاح والفلاح، ونكثر من الدعاء والتوجه إلى الله وفعل الأسباب التي تعين الأبناء على الطاعة، ونبدأ بأنفسنا كما قال معاوية رضي الله عنه لمؤدب أولاده:( ليكن أول ما تبدأ به من تأديب أبنائي تأديب نفسك فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت).
ولا شك أن الولد الأكبر له أثر كبير على إخوانه، وهو عنوان الأسرة، ولكن كثير من الناس يرتكب أخطاء في تربية الولد الأكبر مثل التدليل الزائد، أو الشدة المفرطة.
ومما يعين بعد توفيق الله على إصلاح هذا الولد ما يلي:
1- الدعاء واللجوء إلى الله، ودعوة الوالدين أقرب للإجابة.
2- العدل بين الأبناء، ودراسة أسباب هروب هذا الولد من المنزل.
3- الاجتهاد في عزله من رفاق السوء.
4- تحصين الأبناء ببيان خطورة الأفلام وحرمتها، وكذلك بيان خطر المخدرات وهي من السموم القاتلة التي حرمتها شريعتنا المباركة.
5- تغيير أسلوب التوجيه، فالتوبيخ والإهانة يدمر الأبناء ويدفعهم للانحراف.
6- تشجيع جوانب الخير وتنميتها حتى ولو كانت قليلة، ثم بعد ذلك نلفت النظر للأخطاء والجوانب السلبية.
7- قبل تطبيق أي نوع من العقوبة المطلوب منا دراسة الآثار ومعرفة الأبعاد.
8- الاتفاق على منهج موحد في التوجيه بين الوالدين.
والطرد من المنزل له جوانب سلبية، وقد يفيد في بعض الأحيان، لكن المصاب بآفة المخدرات غالبا الإخراج من المنزل لا يكون في صالحه، لأنها تميت في الإنسان جوانب الغيرة، وقد يستعين برفاق السوء على والديه، وربما ساعده ذلك في ارتكاب مزيد من الجرائم والتمادي في هذا الطريق، وخير له ولكم أن يكون تحت أعينكم؛ لأن وجوده قريبا منكم سوف يخفف على الأقل من الشرور، واجتهدوا في البحث عن بديل لأصدقاء السوء، ويمكن التدرج في العقوبة كأن تمتنع عن مشاركته في الطعام أو في مكان الجلوس إذا كان ذلك يفيد، وأن تقول له والدته مثلا لن أكلمك حتى تترك هذه المعاصي، ويقول له إخوانه أننا نعير بسبب ما تفعل فاتق الله فينا، إلى غير ذلك من النصائح التي إذا صادفت وقتها المناسب وكانت بأسلوب طيب نفعت بإذن الله عاجلا أو آجلا، فإن لم ينفع كل علاج فآخر الدواء الكي (الطرد).
وأذكركم بأهمية الدعاء واللجوء إلى الله، فإنه سبحانه الهادي إلى سواء السبيل، وبالله التوفيق.