السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر (30) عاما، أعمل طبيبة، ولم أتزوج حتى الآن، علما بأنه في الماضي كان يتقدم لي شبان كثر، ولكنني لم أشعر بالقبول والراحة معهم.
كان شرطي الأساسي فيما مضى أن يكون الخاطب طبيبا مثلي، ولكنني الآن أدعو الله وأتمنى الزوج الصالح، علما بأنني ملتزمة أخلاقيا، ولم أتحدث مع أي شاب، في حين أن من تكلم الشباب تتزوج سريعا.
كثير من البنات نصحوني بمكالمة الشباب، وربطوا تأخر زواجي بهذه الحجة، ويرى أهلي سبب تأخر زواجي بأنني مسحورة أو محسودة، وهم دائمو اللوم ؛ لأنني رفضت جميع من خطبني بالسابق، وأنني أنا من جنى على نفسه بسبب رفضي الدائم، ويقولون أيضا لو أنني كنت فتاة جيدة كان الله سيكرمني
بالزواج، لكن ليس بيدي أي حيلة، فأنا أدعو الله كثيرا، وأمي أيضا، وأتمنى أن يستجيب الله لدعائي، ويعجل بأمر زواجي.
أصبحت أبكي كثيرا، ولا أعلم ماذا يجب أن أفعل؟ أتمنى منكم الدعاء لي بالزوج الصالح.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ المستغفره الله كثيرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابنتنا الطبيبة الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
لا تلتفتي لمن قدمن التنازلات، فإنهن عند الله مذنبات، وعند أزواجهن محتقرات، والدراسات على أن العلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية، هي المسؤولة عن 85% من نسبة الفشل، والنسبة المتبقية يعشن في جحيم المشكلات، وكأن نسبة الفشل 100%، وهذه دراسية غربية، حيث التعارف، والتوسع، والتجاوزات.
ومن الطرائف أن هناك دراسة أقيمت في عاصمة عربية كبيرة، ومن عند أبوب المحاكم الشرعية، واستهدفت الدراسة المطلقين والمطلقات، وكان السؤال الرئيس: هل كانت بينكم علاقات عاطفية قبل العلاقة الشرعية؟ فجاءت الإجابة بنعم، وكانت النسبة 80%، فحافظي على حيائك وأدبك، وسوف يكرمك الكريم سبحانه.
وأرجو أن تعلمي أن نعم الله مقسمه، فهذه يعجل الله لها بالزواج، لكن يحرمها من الصحة أو المال، أو...إلخ، وأخرى يعطيها الله الوظيفة والعلم والعافية، وتتأخر في الزواج وهكذا، فلنتأمل.
والسعيدة هي التي تتعرف على نعم الله عليها، - وأعظمها نعمة الدين -، وتؤدى شكرها، وهي من نالت بشكرها المزيد، وحفظت بشكر الله ما عندها، فلا يزول ولا يبيد.
وليس صحيحا ما يقال أنك سيئة، وحاشاك، ولكن الله ما رضي الدنيا ثوابا لأوليائه، وقد جاع فيها الأنبياء، وشبع فيها لكع بن لكع، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء، وما يختاره الله للإنسان أفضل مما يختاره الإنسان لنفسه، وعجبا لأمر المؤمن، أمره كله خير، وليس ذلك إلا لأهل الإيمان، فكوني منهم ولا تبالي.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ولك منا صالح الدعاء.
أسعدنا تواصلك مع موقعك، ويفرحنا الاستمرار في التواصل، ونشرف بمشاركتك في قراراتك بالتوجيهات الشرعية، ونسأل الله لنا ولكم الحفظ والتوفيق والسداد.