السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 28 عاما، متزوجة منذ سبعة أشهر، والسؤال بخصوص دورتي الشهرية، لقد كانت منتظمة قبل الزواج كل 28 يوما، ولكنها تبدلت بعد الزواج وأصبحت غير منتظمة، وتأتي بألم مبرح في أسفل البطن والظهر قبل موعدها بأسبوع، ويستمر الألم خلال الثلاثة أيام الأولى من الدورة، بالإضافة إلى تغير لون الدم وكميته، وأيضا ألم شديد أثناء عملية الإخراج، أكاد أصرخ من شدته، ولكنه ينتهي بعد ثالث يوم أيضا.
أرجو الإجابة على سؤالي، ولكم مني جزيل الشكر.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المطلوب من الإخوة والأخوات كتابة البيانات الشخصية للسائل نفسه -صاحب الاستشارة- مثل: السن، والوزن، وبعض التفاصيل الخاصة بالسؤال؛ حتى يمكن وضع تصور كامل عن الحالة.
والشكوى في الرسالة من الأخت السائلة: عدم انتظام الدورة الشهرية، وتأخر الحمل بعد زواج مدة 7 شهور، بالإضافة إلى حالة شديدة من الإمساك.
الإمساك يحدث بسبب نقص السوائل، ونقص الألياف في الطعام، وللتخلص من الإمساك يجب شرب الكثير من الماء والعصائر الطازجة بدون سكر، مثل: عصير الخوخ، وتناول السلطات مع زيت الزيتون، وتناول الخبز الأسمر، وشوربة الشوفان، وتلبينة الشعير، وهي عبارة عن مغلي ملعقتين شعير مطحون في كوب حليب دافئ قبل النوم، كل ذلك يساعد على إخراج لين، وبالتالي عدم الضغط على فتحة وعضلات الشرج، مع تناول حبيبات (Agiolax) ملعقة كبيرة مرتين يوميا؛ للمساعدة في علاج الإمساك، أو أكياس (fybogel) على كوب من الماء؛ وبالتالي يمكن التخلص من مشكلة الإمساك إن شاء الله.
وعلى الزوج عمل تحليل مني رابع يوم من الجماع؛ لأن الزوج مسؤول عن حوالي 40% من أسباب تأخر الحمل، كما أن الزوجة مسؤولة عن 40% من تلك الأسباب، والنسبة الباقية يشترك الزوج والزوجة في الأسباب.
والوزن الزائد والسمنة تعتبران سببا رئيسيا من أسباب تأخر الحمل، وعدم انتظام الدورة الشهرية بسبب حالة التكيس على المبايض، وهي حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبيض السميك، وتتحوصل بالداخل؛ مما يؤدي إلى ضعف التبويض؛ وبالتالي اضطراب في الهرمونات، وتأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها، ومع هذه الحالة من التكيس يحدث ارتفاع في هرمون الحليب وهرمون الذكورة، وهذا يؤدي أيضا إلى اضطراب الدورة الشهرية، وإلى ظهور الشعر في الوجه والذقن، والبطن والصدر، وحب الشباب.
وكسل الغدة الدرقية من الأمور التي يجب البحث عنها وعلاجها، وبالتالي يجب تحليل وظائف الغدة الدرقية (TSH & FREE T4)، وفحص هرمون الحليب، وفي حالة تشخيص الكسل، أو ارتفاع هرمون الحليب؛ يجب أخذ العلاج المناسب.
وهناك هرمونات تفرز من جراب البويضة، أحدهم إستروجين الذي يبني بطانة الرحم، وهرمون بروجيستيرون الذي يكمل بناء البطانة ويجعلها جاهزة، إما للحمل، أو لنزول الدورة الشهرية المنتظمة، وعلى ذلك يجب عمل التحاليل التالية، ولكن بعد التزام البرنامج الدوائي والغذائي لمدة 6 شهور على الأقل؛ حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذه التحاليل هي:
-DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة؛ لتقييم الموقف.
الغرض من هذا البرنامج العلاجي والغذائي علاج مشكلة التكيس، وإنقاص الوزن؛ لأن إنقاص الوزن عنصر أساسي في العلاج، وذلك من خلال عمل حمية غذائية جيدة، وأكل الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب، مثل: الشوفان، وجنين القمح، والفول النابت، وتلبينة الشعير المطحون، وهذه الحبوب تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات والسكريات التي لا تعطي الإحساس بالشبع مطلقا، وكذلك تعطي تلك الحبوب الفيتامينات والألياف المطلوبة لعلاج الإمساك، وتقوية الدم، هذا بالإضافة إلى ممارسة الرياضة التي تحرق الدهون الزائدة في جسم الإنسان، والإكثار من السلطات، والدجاج، والسمك المشوي.
ولتنظيم الدورة يمكن تناول حبوب دوفاستون أقراص (Duphaston 10mg) وهي هرمون بروجيستيرون صناعي، يؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من اليوم ال 16 من بداية الدورة، وحتى اليوم ال 26 من بدايتها، ثم تتوقفين عنه؛ حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى حسب انتظام الدورة الشهرية.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، مثل: (total fertility)، ويمكنها أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 يوميا واحدة، مع تناول حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد.
مع تناول الغذاء الجيد المتوازن، وتناول مشروب شاي من أعشاب البردقوش، ومشروب المرمية، وحليب الصويا، وكل ذلك يساعد على التبويض الجيد، ويحسن عمل المبايض لما لها من بعض الخصائص الهرمونية، مع تركيز الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة الشهرية؛ لأن الأسبوع الذي يلي الغسل من الدورة، والأسبوع الذي يسبق الدورة التالية لا يحدث فيهما حمل.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.