تم علاج التكيس وما زالت الدورة تأتي متأخرة!

0 237

السؤال

السلام عليكم.

عمري 24 سنة، متزوجة منذ ستة شهور، قبل الزواج كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، تتأخر ما بين 38 يوما إلى 45 يوما، وتبين وجود التكيس، وتم علاجه، لكن ما زالت الدورة تأتي متأخرة.

وآخر مرة تم فيها تحليل الهرمونات كانت النتيجة سليمة، وكان ذلك بعد الزواج، لأن قبل الزواج كان هرمون الحليب مرتفعا قليلا، وتم علاجه، مع أنني نحيفة جدا، وزني 46 كلغ، وطولي 170 سم، والتكيس لا يأتي إلا للبدينات على حسب كلام الطبيب.

ذهبت إلى طبيب ممتاز قبل يومين، ورأى أن التكيس عندي في البويضة 5 سم، وكان قبلها حدث جماع، ولكن بعد انتهاء الدورة بيوم -أي في اليوم العاشر-، آخر دورة كانت بتاريخ 24/12 2014م إلى 1/1/2015م ، والحمد لله على كل حال-.

وصف لي الطبيب حبوب دوفاستون حبتين في اليوم لمدة 10 أيام، وأخبرني أنه ليس بعلاج جذري للتكيس، ولكنه يقلل من نسبتها، وطلب مني الحضور في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة القادمة، لكي يكشف علي، ثم يكتب لي العلاج، وحدد فترة العلاج أنها سوف تكون لمدة شهرين، وأنا خائفة من أن تطول المدة، خصوصا أنني سمعت أن مانع الحمل يؤخر الحمل كثيرا.

هل يمكن أن يحدث الحمل بعد هذا العلاج، أم أتجاهل كلام الطببب؟ خصوصا أنني أعاني من مشاكل الدورة منذ مدة طويلة، وهل هناك فرصة للحمل خلال الستة شهور القادمة؟ علما أني في بداية زواجي أصبت بالتهابات حادة في المسالك البولية، وعالجتها، وأنا من النوع القلق جدا، ولا أستطيع الكف عن التفكير في هذا الموضوع.

أفيدوني جزاكم الله عنا كل خير،آسفة على الإطالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم رغبتك في الحمل، ولهفتك عليه -يا ابنتي- ولك العذر في ذلك, فشعور الأمومة هو شعور رائع وعظيم, أسأل الله -عز وجل- أن تعيشيه عما قريب.

بداية أحب أن أؤكد لك على أن تكيس المبايض قد يحدث في النحيلات, لكن حدوثه يكون أكثر في البدينات, ذلك أن سبب هذا المرض ليس مفهوما بشكل واضح لغاية الآن, لكن الشيء المعروف هو أن هذا المرض يترافق مع بعض الاضطرابات الهرمونية التي تتداخل، فتشكل حلقة مفرغة, حيث تحدث مقاومة في خلايا الجسم على هرمون الأنسولين, مما يؤدي إلى ارتفاع هرمون الذكورة في الدم, واختلال النسبة الطبيعية بين هرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن تطوير البويضات, فلا تعود هذه البويضات قادرة على إتمام تطورها الطبيعي، وتبقى حبيسة أكياس صغيرة على سطح المبيض.

وتكيس المبايض قد يترافق مع ارتفاع هرمون الحليب, وعند علاج التكيس بشكل صحيح, سيعود هرمون الحليب مستواه الطبيعي، وفي كثير من الحالات يكون تحليل الهرمونات والتصوير التلفزيوني طبيعيا, رغم أن التكيس موجود, لذلك فإن التكيس يجب ألا يشخص بناء على تحليل الهرمونات, أو على التصوير التلفزيوني فقط, بل يجب أن يتم بناء على الأعراض أولا, ومن ثم يدعم بالتحاليل والتصوير, كما يجب أيضا استبعاد الاحتمالات المرضية الأخرى التي قد تؤدي إلى اضطراب الدورة مثل خلل الغدة الدرقية.

وبما أنه لم يمض على زواجك إلا ستة أشهر فقط, فإنني أرى بأن طريقة طبيبك في العلاج هي الطريقة الصحيحة, أي يجب البدء الآن بحبوب منع الحمل من النوع الثنائي الهرمونات مثل: ياسمين أو جينيرا, والهدف من هذه الحبوب هو خفض مستوى هرمونات الذكورة، وهرمونات الغدة النخامية, فبهذا يتحسن التكيس, وقد يزول -إن شاء الله تعالى-، وحبوب منع الحمل لا تسبب تأخير الحمل بعد إيقافها, وإن حدث أن تأخر الحمل بعد إيقافها, فلن تكون الحبوب هي السبب, بل سيكون السبب هو أن التكيس لم يستجب عليها.

إذا: أنصحك باتباع طريقة الطبيب المتابع لك في العلاج, فمنهجه هو منهج علمي صحيح, ومن الواضح بأنه يملك الخبرة الكافية في التعامل مع هذه الحالات -جزاه الله كل خير-, وعليك التحلي بالصبر والروية, ويجب عدم الاستعجال، والبدء بالمنشطات من الآن قبل علاج التكيس, لأن نسبة الإجهاض ستكون أعلى من الطبيعي في حال حدث الحمل بوجود التكيس.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات