كيفية الكف عن الشكوى من تقصير الزوج المنحرف

0 435

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نتيجة لمشاكلي العديدة مع زوجي والتي تسببت في طلاقي مرتين، وفي انتظار الثالثة، وذلك لسوء معاملته لي ولبناتي الأربع، وذلك لإدمانه طريق النساء والشات معهن الذي قد يصل إلى ما يزيد عن 7 ساعات يوميا، وذلك أيام تواجده معنا عند نزوله للإجازة، حيث إنه يعمل بالخارج، ووجدت نفسي أحكي لكل الناس عن مشاكلي معه وعن ظلمه لي ولأبنائنا، ولا أستطيع أن أتحكم في نفسي لعدم الشكوى للقريب والغريب، حتى أصبح الجميع يعرفون قصتنا التي بدأت منذ 4 سنوات، والتي الآن وكل يوم تزداد، ولم يردعه أداؤنا العمرة سويا عن العودة والتوبة من المعصية، وإحساسي بالغدر والخيانة يقتلني ويدمرني، ورغم تديني وإيماني الشديد بالله إلا أنني أجد نفسي ضعيفة، وأتمنى الموت في كل لحظة عن الحياة الفاشلة التي أعيشها، والتي أشعر أن بناتي ضحايا فيها دون أي وزر.

وكيف أتحكم في نفسي وأكف عن الشكوي والدعاء بالموت لي ولبناتي، وهل طلاقي من هذا الخائن الذي يرفض إقامتنا معه في مكان عمله رغم موافقة الشركة كباقي زملائه؛ لا لشيء إلا لأنه يحب أن يعيش بحريته كما يدعي، ولا يحب أن يتحمل أدنى مسؤلية تجاهي أو تجاه البنات، ويكتفي بالمصروف الشهري الذي يرسله لنا، والذي يرسل أضعافه لأمه وأخيه وأختيه البنات رغم عدم احتياجهم، وأرى الأموال التي يرسلها إليهم تنفق علي كماليات الحياة كشراء دش وتليفزيون أحدث موديل وغيره، ونحن يكفينا المصروف بالكاد على الطعام والشراب وغيره؛ مما يدعني أكره كل هذا الظلم، وأعرف أن مثل هذا الزوج لا يجدي معه نصائح ولا غير، وإن اهتدى فسيكون من عند الله، ولكني أطلب العون والنصيحة، فالدين النصيحة، وأريد الدعاء لي ولبناتي أن يصبرنا الله على بلائنا، وأن تدلوني كيف لا أشكو وأفوض أمري إلى الله الذي لا يغفل ولا ينام.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يصلح حالك وحال زوجك، وأن يهديه صراطه المستقيم، وأن يصرف عنه كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعينك على تربية بناتك تربية صالحة، وأن يرزقك الاستقرار والأمن والأمان.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أنكم فعلا ضحية تلك التصرفات الغير مشروعة، وأن زوجك قد قصر في حقك وحق بناته، وأنه قد ضيع كثيرا من المسئولية التي سيسأله الله عنها يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم: (والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته)، وأنه أسرف على نفسه بالوقوع في تلك المعاصي المدمرة له ولغيره ممن يتحدث إليهن من النساء والفتيات، وأتصور أنه مسكين يحتاج إلى مساعدة فهو مريض القلب؛ لأن هذه التصرفات تدل على مرض قلبه، والمريض يحتاج إلى علاج، وخير علاج لمثله إنما هو الصبر والدعاء والنصح والتذكير بعقاب الله والخوف من غضبه، وإعانته على الطاعة، ومحاولة زيادة الجرعة الإيمانية عنده، فهذا هو العلاج النافع بإذن الله، فحاولي معه أن يسمع أو يقرأ أو يحضر بعض الندوات والمحاضرات الشرعية، ولا مانع من الاستعانة ببعض الدعاة أو الصالحين الثقات في دعوة زوجك، ومحاولة إصلاحه وربطه ببعض الأعمال الدينية أو الاجتماعية، فلابد من محاولة سد الفراغ الذي عنده في أي عمل نافع ومفيد.

وأما أنت فأنصحك فورا بالتوقف عن الشكوى لأي أحد، وحاولي أن تدربي نفسك على ذلك، واجتهدي في الدعاء لنفسك بهذا ولزوجك بالهداية؛ لأن الشكوى لا تحل المشكلة وإنما تزيد في تشويه صورته وكثرة المشاكل بينكما، وأنت منذ سنوات تشتكين للناس فهل حلت هذه المشكلة؟ بالطبع لا، إذن اتركي الشكوى مطلقا، واسألي الله العون على ذلك، وحاولي الاهتمام بنفسك ونظافتك الشخصية وأناقتك والتزين والاستعداد لاستقباله، وعدم إثارة المشاكل معه، وعدم معاقبته حتى وإن رأيته يفعل ما يفعل وكأنك لست هنا، ولا تنكري عليه ما دام الإنكار لا يفيد، وإنما بالدعاء، وتمالكي أعصابك، وحافظي على أولادك، وأحسني التبعل له والاستعداد لاستقباله كلما عاد إلى منزله، والدعاء الدعاء! وسيصلحه الله قريبا إن شاء الله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات