السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الذي من خلاله نستطيع الفضفضة والاستفادة.
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، مثقفة وجميلة، ومن عائلة محافظة، منذ أكثر من سنة تمت خطبتي إلى شاب حالته ميسورة -والحمد لله-، ومن عائلة كريمة.
المشكلة الوحيدة أنه لا يعيرني كثيرا من الاهتمام، ولا يشاركني أو يأخذ رأيي في أي أمر يخص مستقبلنا، فمنذ خطبتي لم أر يوما السعادة.
أما الآن فأنا أكرهه كثيرا، ولا أطيقه؛ مما جعلني أفكر في فسخ خطبتي، والزواج من رجل آخر كان قد تقدم لي في وقت سابق، وأعجبني كثيرا تعامله، وخلقه، لكنني رفضته؛ لأنه متزوج، ولديه أبناء؛ ولأن عائلتي لن تقبل زواجي منه بسهولة، مع أنني متأكدة من سعادتي معه.
فما رأيكم؟ هل أستمر مع خطيبي إرضاء لأهلي، أم أفسخ خطبتي وأقنع أهلي بأنني أريد أن أكون زوجة ثانية للرجل الذي أحببته؟
علما أن موعد زواجي قريب، أفيدوني من فضلكم؛ لأنني فعلا أتعذب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، كما أسأله تبارك وتعالى أن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة-: الذي أراه أن خاطبك الآن هو أفضل من الرجل الآخر المتزوج؛ لأن القضية ليست قضية شعورك بأنك سعيدة مع هذا أو ذاك، وإنما القضية قضية أكبر من ذلك، والخلافات التي بينك وبين خطيبك أعتقد أنه من الممكن السيطرة عليها، ومن السهل حلها.
وهناك رجال حقيقة لا يتوسعون في الكلام في فترة الخطوبة، إما لأنه يعرف أن هذا الأمر لا يجوز له شرعا، إذا كنت تقصدين بالخطوبة مجرد الخطبة وليس عقد النكاح، وأحيانا حتى بعض الناس لا يتوسع في الكلام مع خطيبته إن كانت في بيت أهلها، أما إذا استقرت الأمور وكنت معه تحت سقف واحد فستجدين شيئا آخر، خاصة وأنه كما ذكرت من عائلة كريمة ومحترمة.
وأعتقد أنك من الممكن أن تضعي معه أساسا لحياة قائمة على الحوار في المستقبل، بمعنى أن تساعديه على أن يكتسب مهارة الحوار ومهارة النقاش والتفاهم، ولا يأخذ قرارات مستقلة به إذا كانت تتعلق بمصير الأسرة؛ لأن هذا الأمر الآن أصبح سهلا ميسورا، فمن الممكن جدا أن يقرأ الناس كتبا في اكتساب أي مهارة من المهارات، وكذلك من الممكن أيضا الدخول على موقع البحث بالإنترنت والوصول إلى أي معلومة مهما كانت دقتها.
أرى – بارك الله فيك –: أن إمكانية التغيير واردة، وأنه من الممكن جدا أن يتم تغييره إلى الأفضل، خاصة وأنه – كما ذكرت – قد بقي وقتا قليلا على الدخول، وأيضا أهلك قد لا يقبلون أبدا فسخ الخطبة الآن؛ لأن موقفهم سيكون محرجا، خاصة أيضا وأن هذا الأخ الثاني متزوج وله أولاد، وهذا سيسبب لك مشاكل عظيمة جدا أنت لا تتوقعينها الآن؛ لأن خبرتك بالحياة الزوجية قليلة.
أرى – بارك الله فيك –: أن تتوكلي على الله، وأن تبدئي مع خطيبك الذي أكرمك الله تبارك وتعالى به، وإذا كان هناك متسع من الوقت؛ فمن الممكن أن تتكلمي معه الآن، مثلا: إذا كان قد عقد عليك العقد الشرعي، وأن تسأليه عن هذه الصفات، هل هذه طبيعته الدائمة بأنه لا يحاور ولا يتكلم مع الزوجة ولا يحاول أن يفتح قلبه، أم أن هذه مسألة زمنية فقط؟
فإذا كانت صفاته هذه فمن الممكن أن تقولي له: إن هذا الوضع يزعجني جدا، وأنا أتمنى أن يكون بيني وبينك مساحة كبيرة من الحوار والنقاش والتفاهم؛ لأنني أحب هذا الأسلوب، خاصة وأن هذا هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والنبي كان يستشير أصحابه رغم أنه مؤيد بالوحي والعصمة والنبوة والرسالة والمعجزات، إلا أن الله أمره بالشورى، فكان يستشير أصحابه، وكان أيضا يستشير نسائه، وهذا ليس عيبا في الرجل أن يستشير، بل إن ذلك يوفر له فرصة للنجاح أكثر من أن يأخذ برأيه وحده.
وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصلحه الله، وأن يشرح صدره لقبول الحوار الهادئ والنقاش البناء، وأن يكون نعم الزوج لك، وأسأل الله أن يجمع بينكما على خير، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.