السؤال
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
أنا فتى أبلغ من العمر 21، وأعاني من الرهاب الاجتماعي الشديد مع أني أكتب الرهاب الاجتماعي وفي قلبي أقول: أنا إنسان طبيعي.
قصتي بدأت عندما ذهبت إلى دولة أجنبية لغرض دراسة اللغة الإنجليزية، وقبل أن أذهب كنت أعاني من الخجل وكان طبيعيا معي؛ لأنني كنت أعلم أني خجول، لكن عندما ذهبت للخارج أتت لي أشياء لم أعلم ما هي؟ وأفكار غريبة لدرجة أني أريد إلغاء البعثة، وفي نفس الوقت أريد أن أرفع رأس أبي ووطني، وكل يوم أقول: سوف أتحدى الرهاب لكن لا جدوى.
وللعلم أنا لا أستخدم الأدوية؛ لأني أعتقد أنها تزيد الطين بلة، أما اليوم أريد أن أستخدم الدواء المناسب لي.
قصتي هي أني أعاني من الخجل والوحدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرهاب الاجتماعي لا يعالج أبدا من خلال كتمانه، يعالج من خلال تفكيكه، وتفكيكه يكون من خلال فعل الضد، وفعل الضد هو أن تعرض نفسك في الخيال لمواقف اجتماعية، ثم تعرض نفسك عمليا.
الأمر في غاية البساطة، نعم سوف تستحوذ عليك أفكار قلقية ووسواسية تمنعك من التواصل الاجتماعي، لكن قاومها، حطمها، حقرها، وقم بفعل الضد كما ذكرنا.
يجب أن تكون لك برامج يومية، الأمر إذا لم يكن محددا وترك على عواهنه هذا لا يفيد أبدا. تضع برنامجا يوميا، تحدد من خلاله أنشطتك الاجتماعية: زيارات للأصدقاء، زيارات للمرضى، ممارسة تمارين رياضية، الحرص على صلاة الجماعة، زيارة الأرحام، الذهاب للأسواق، مشاركة الأهل والأصدقاء في مناسباتهم، تلبية الدعوات... هذه هي الحياة الصحيحة التي من خلالها تستطيع أن تقاوم رهابك وخوفك، أو خجلك الاجتماعي، لا وسيلة غير ذلك.
ولاحظ أنني دائما أسعى أن أنصح الناس لتطبيقات حياتية واقعية، لا أريد أبدا أن أدخل الناس في أكاديميات أو نظريات قد لا تفيدهم أو تطبق في دول أخرى، لكن في واقعنا لدينا فرصة عظيمة أن نتواصل اجتماعيا، أن نزور أرحامنا، أن نزور مرضانا، أن نمشي في الجنائز، أن نذهب إلى الأسواق، أن نلبي الدعوات، أن نحرص على صلاة الجماعة... هذا –أخي الكريم- كله علاج، وعلاج مفيد جدا، وتجني منه -إن شاء الله تعالى- خيري الدنيا والآخرة، فاحرص على ذلك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم أقول لك: إنه مهم، إنه ضروري، لكن لا أريدك أن تعتمد عليه اعتمادا كليا. الدواء زائد تغيير نمط الحياة، وتثبيت المنهج السلوكي الذي ذكرته لك، تتضافر مع بعضها البعض لتعطينا البوتقة والناتج والمخرجات العلاجية الجميلة والإيجابية، فأرجو أن تنعم بذلك من خلال التطبيق الصحيح.
سأصف لك دواء سليما جدا، وفاعلا جدا -بإذن الله تعالى- والذي أراه مناسبا يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) وهنالك الـ (زيروكسات CR) ربما يكون أفضل قليلا، فأرجو أن تستعمله بجرعة 12.5 مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بعد ذلك اجعلها 12.5 مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن الزيروكسات CR.
دواء رائع وجميل وغير إدماني، لكن لا بد أن تتبع الخطوات والمراحل العلاجية التي ذكرتها لك، حتى لا تحدث لك آثار جانبية انسحابية بسيطة في حالة التوقف المفاجئ عن الدواء.
الدواء ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لبعض الناس، كما أنه ربما يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية في بعض الأحيان، لكنه لا يؤدي مطلقا إلى العقم، أو تخفيض مستوى هرمون الذكورة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.