هل العبوس والمعاملة السيئة من غير سب أو أذى تعتبر ذنباً؟

0 212

السؤال

السلام عليكم

هل العبوس والمعاملة السيئة ذنب؟ مع أنها من غير سب أو أذى أو ظلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يحبب إلينا الاستكثار من الخيرات، والرغبة في الصالحات.

ما ذكرته - أيها الحبيب – في استشارتك السؤال فيه غير تام فيما يبدو، ولكن الذي فهمناه من رسالتك أنك تسأل عن مقابلة الإنسان لأخيه المسلم بغير وجه طليق دون أن يتعرض لسبه أو أذاه أو ظلمه، وهل ذلك من الإثم، أو لا؟

إن كان الأمر كما فهمنا فالجواب – أيها الحبيب –: أن ملاقاة الإنسان المسلم لأخيه المسلم بالوجه الطليق والابتسامة التي تدخل السرور على نفسه من أعظم القربات التي يحبها الله تعالى ويحبها رسوله، وحث عليها الشرع الحنيف، فقد قال - عليه الصلاة والسلام –: (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) وقال -صلى الله عليه وسلم-: (تبسمك في وجه أخيك صدقة).

هذه من الصدقات السهلة الميسرة التي من الله تعالى بها على من لا يجد اليسار -بل وعلى المسلمين عموما- الذي يمكنه من التصدق على الناس بالمال، وينبغي للإنسان العاقل أن يكثر من هذه الصدقات، فإن ميزان المؤمن يوم القيامة تظهر فيه مثاقيل الذر، كما قال جل شأنه: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}.

أما لو ترك ذلك ولم يفعله فهل يعد آثما بذلك أو لا؟ فالجواب: أنه ليس عندنا من النصوص الشرعية ما يفيد أن ذلك من الإثم، ولكن الشارع رغب في ذلك، وعده من القربات ليستكثر المسلم من الحسنات التي تثقل موازينه، ويرجو بها نجاته عند الله يوم القيامة.

نسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات