السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع.
أنا فتاة، عمري 30 سنة، غير متزوجة، ووزني 70 كلغ، وطولي 168 سم، لا أعاني من أي مرض، وهذا بفضل الله –تعالى-.
اكتشفت وجود كتلة كبيرة حجمها 5 سنتميترات أو أكثر، في ثديي الأيسر، وهي متحركة وصلبة، وفيها ألم خفيف جدا لا يزعجني، وقد وجدتها فجأة، حيث لم تكن موجودة من قبل، أحسست بها في اليوم الثالث من الدورة الشهرية، والآن انتهت الدورة، ودورتي الشهرية منتظمة؛ تأتي على رأس كل 25 أو 27 يوما.
الكل قال لي: إن هذا بسبب الحيض، والآن الدورة انتهت، وما زالت هذه الكتلة موجودة، وهي كتلة كبيرة، وتتحرك تحت الجلد بسهولة، ومتصلبة، وفوق الحلمة، علما أنه لا يظهر أي شيء على ثديي، فليس هنا أي تغيير؛ لا على مستوى الحلمة أو الشكل أو أي شيء آخر.
أريد أن أعرف هل هذه الكتلة ورم خبيث؟ لأني لا أشعر بآلام، وقرأت أنه عندما لا يوجد آلام، فإن الورم يكون خبيثا، وهل سيستأصل ثديي كله في هذه الحالة؟
أصبحت مرعوبة بشكل كبير، وأريد نصحكم بالخطوات الصحيحة التي أتبعها.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.
أتفهم خوفك وقلقك –يا عزيزتي-؛ فسرطان الثدي قد أصبح يشخص بكثرة هذه الأيام, وذلك ليس بسبب كثرة حدوثه, بل بسبب تحسن وسائل التشخيص, وبسبب انتشار الوعي الصحي بين النساء بأهمية فحص الثدي بشكل روتيني، ولكني أحب أن أوضح لك على أن النسبة الغالبة من الأورام التي تشخص في الثدي, وفي مختلف الأعمار, تكون أوراما سليمة, خاصة لمن كانت في مثل عمرك.
مواصفات الكتلة التي جاء ذكرها في رسالتك, وخاصة وصفك لها بأنها متحركة, توحي كلها بالسلامة, أي أن هذه الكتلة هي على الأرجح كتلة سليمة، وليست خبيثة -بإذن الله تعالى-.
أما بالنسبة للشعور بالألم, فهذا عرض لا يعتمد عليه في التشخيص, وليس له أي دلالة, وهو ليس كأهمية أن تكون الكتلة متحركة.
على الأرجح بأن هذه الكتلة هي عبارة عن ورم نسميه (ورم غدي ليفي), سببه تأثير هرمونات المبيض على نسيج الثدي, وفي مرحلة معينة قد تشعر الفتاة بأن الكتلة يمكن أن تتغير في الحجم حسب أيام الدورة الشهرية, لكن بعد وصول الكتلة لحجم معين, فإن هذا التغير لا يعود ملحوظا, وقد تبقى الكتلة بنفس الحجم أو تكبر.
إذا: إن احتمال أن تكون الكتلة عندك هي من نوع (الورم الغدي الليفي), وهو ورم سليم تماما, هو الاحتمال المرجح, لكن لا يجوز الاعتماد على التشخيص السريري فقط في مثل هذه الحالات، ولا بد من أن يتم عمل تصوير ظليل, وتصوير تلفزيوني للثدي, لمعرفة شكل وحجم الكتلة, وقد يستدعي الأمر أخذ عينة أو خزعة بإبرة رفيعة, لمعرفة طبيعة الخلايا؛ لذلك أنصحك بمراجعة طبيبة مختصة, لوضع التشخيص النهائي, ومن ثم وضع طريقة العلاج.
الأورام السليمة يتم استئصالها إذا كانت كبيرة الحجم أو كانت تسبب الألم, والاستئصال يتم فقط للورم, أما باقي الثدي فتتم المحافظة عليه, لكن قد يترك مكان الاستئصال ندبة دائمة في جلد الثدي, تخف آثارها مع مرور الوقت -بإذن الله تعالى-.
نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.