أحببت فتاة .. ولا أستطيع نسيانها.

0 279

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب، عمري 17 عاما، أحببت فتاة في نفس عمري، ولا أستطيع أن أنساها.

قررت أن أخبر أمي؛ لأن والدي متوفى، وعندما أخبرتها قالت لي: انساها؛ لأنها لن تكون من نصيبك، وأنك محجوز لابنة خالتك منذ الصغر، مع أني لا أريدها، وأعتبرها مثل أختي.

أرجو المساعدة؛ لأنني لا أستطيع نسيانها، مع العلم أني لا أتكلم معها؛ لأني ملتزم دينيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: نحن نتفهم طبيعة المرحلة التي تمر بها -أخي الحبيب-، فأنت في بداية مرحلة الشباب، وهذه المرحلة تتميز بصفاء القلب، وعدم تلوث الفطرة بالمعاملات، وصدق العاطفة، لكن ينقصها خبرة الحياة، وفهم الواقع، وهذا لا يعد عيبا فيك بقدر طبيعة المرحلة التي تمر بها.

ثانيا: من ميزات الإيمان بالعقيدة الخالصة أنه يبعث الطمأنينة، ومن أصول معتقدانا -أخي الحبيب- الإيمان بالقضاء والقدر، هذا الإيمان -أخي الحبيب- تنشرح به الصدور، وتنزاح عنه الهموم؛ لأنك ستؤمن من داخلك أن ما قدره الله كائن، ولا يقدر الله إلا الخير، وساعتها يسلم العبد زمام أموره لخالقه، فيرضى بما قسم له، ويسلم لما قدر له، فتراه مستبشرا عند العطاء ومستبشرا عند المنع؛ لأنه يدرك أنه ما أعطي إلا لحكمة، وما منع إلا لحكمة، وإنا ندعوك هنا إلي دراسة كتب العقيدة، وخاصة القضاء والقدر.

ثالثا: قد يطلب العبد الشر ولا يدري، وقد يدعو على نفسه بالهلكة دون أن يدرك، وقد يبتعد عن الخير ويبغضه ولا يدري أن فيه نجاته وسعادته، ولعل هذا بعض قول الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فلا تدري -أخي الحبيب- هل ما تطلبه الآن خير لك أم شر؟ ولذلك فوض أمرك لله تجده.

رابعا: إننا نسألك هنا سؤالا مباشرا: هل أنت قادر ابتداء على أعباء الزواج؟ هل لك دخل تستطيع من خلاله أن تنفق على زوجك وأن تفتح بيتا؟ أم أنك لا زلت في طور التأهيل؟

خامسا: اعلم -أخي الحبيب- أن الشيطان يأتي للمرء ليصرفه عن واقعه إلى أحلام جميلة، لكنها بعيدة الآن عن التحقيق، وهدفه من ذلك تعويق مسيرتك حتى تجد نفسك بعد فترة لا هدفا جميلا تحققه، ولا واقعا استطعت أن تنجزه.

سادسا: إننا ندعوك –أخي- إلى ترك مسألة الزواج وعدم التفكير فيها الآن، فالوقت ليس وقته تماما، وعندما تكون قادرا على الإنفاق على بيتك، وعندك القدرة المالية ستجد -أخي الحبيب- عشرات الأخوات الصالحات الجميلات اللاتي لن تظلمهن حين تريد أن ترتبط بهن.

سادسا: كثيرا ما تقول الأمهات مثل هذا الكلام، لكنه يتغير عند ابتداء الاختيار الحقيقي، فعند الاختيار ستلحظ أن الجميع يريدك أنت أن تختار؛ لأنك من ستعيش مع زوجتك.

سابعا: إننا ندعوك -أخي الحبيب- إن كنت غير مستطيع للزواج الآن أن تفعل ما يلي:

• التقرب إلى الله بالصيام، فقد قال حبيبك -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء).

• نسيان تلك الفتاة تماما، والإيمان الجازم بأن قدر الله قائم، وإن كانت هي في علم الله زوجتك ستكون، وإن كانت الأخرى فمهما بلغ حرصك لن تكون.

• الاجتهاد في عدم وجود وقت فراغ لك عن طريق شغل كل أوقاتك بالعلم والمذاكرة، ولا بأس بممارسة نوع من أنواع الرياضة، المهم أن لا تسلم نفسك للفراغ.

• الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وإنا نحثك على الإكثار من النوافل، ومن ذكر الله عز وجل، وأن تجعل هذا وردا لك تداوم عليه، ستجد أخي الحبيب تغييرا كبيرا في حياتك عقب الدوام على ذلك.

• ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية؛ فإن المرء قوي بإخوانه ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية.

وأخيرا -أخي الحبيب- لا تكن ضعيفا أمام وساوس الشيطان، واعلم أنك بالله أقوى، وأكثر من الدعاء أن يقويك الله عز وجل، فالدعاء سهم صائب على الدوام.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات