السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الرائع.
عندي مشكلة، وأحتاج النصيحة: أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاما، ثمة رجل أحبه ويحبني، ونحن على علاقة منذ 6 سنوات مذ كنا في الجامعة، وقد قرر السفر للعمل في الخارج منذ 4 سنوات، لكنه ظل متمسكا بي رغم صعوبة العيش والظروف، بل على العكس زاد تمسكه بي أكثر، وأكد لي أكثر من مرة أنه لن يتخلى عني مهما طال الوقت.
المشكلة: أنه من أجل أن يتمكن من تسوية وضعه يجب عليه الزواج بفتاة من هناك ليتحصل على الجنسية، ويستطيع الرجوع لأرض الوطن كما يفعل معظم الشباب، وبالفعل تعرف على فتاة هناك، وأخبرني بذلك، وعندما قررت الخروج من حياته زاد تمسكه بي أكثر، وأقر أنه لا حل آخر يلجأ إليه، وأنا أعلم جيدا حجم معاناته طيلة الأربع سنوات.
المهم أنا لا أعلم ماذا أفعل؟ والمشكلة أن العقل والمنطق وكل الناس نصحوني بأن أبتعد وأتزوج من رجل آخر، أما قلبي فيخبرني بالعكس، وأن الذي جعلني أصبر ست سنوات سيجعلني أصبر 3 سنوات أخرى.
فأرجو منكم إسداء النصيحة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
نحن لا ننصحك بانتظار السراب، خاصة إذا طرق بابك رجل من الصالحين أولى الألباب، ولا نرضى أن توصدي بابك في وجه الخطاب، وليس في الشرع ما يبيح لك التواصل مع الشاب حتى يطلبك رسميا، أو يكتب الكتاب، فارجعي إلى الله الكريم الوهاب.
ورغم تقديرنا لما في نفسك تجاهه؛ إلا أننا ندعوك للاحتياط لنفسك، ونتمنى أن تعمري قلبك بحب ربك، وأن تتوقفي طاعة لله، فإن يسر الله لك الزواج فبها ونعمت، وإذا لم يطرق بابك طارق فعليه أن يبادر بالوفاء، ويطلب يدك رسميا، ولن تخسري ولن يخسر، علما بأن الربح الأكبر هو الخروج من دائرة المخالفة.
وإذا كان يستطيع أن يرسل أهله لخطبتك الآن؛ فهذا حل لا بأس به، وسوف يؤكد بذلك جديته، ونتأكد من موافقة أهله ومباركتهم لارتباطه بك، وحبذا لو تواصل مع موقعكم ليستمع للتوجيه الشرعي، فالمسلم يحتكم للشرع وينقاد، بل يسلم ويرضى بحكم الله وبكل ما أنزله على رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونتمنى المتابعة والاستمرار، وكل من في موقعكم يتشرفون بخدمتكم، ونسأل الله أن يسددنا ويوفقكم.