السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود استشارتكم في مشكلة أعاني منها، وهي: أنني أمتلك حسن المظهر والمخبر -ولله الحمد-، ولي علاقات اجتماعية كثيرة، ومحبوبة من جميع الناس، وموظفة، وقد عانيت بداية زواجي من ضعف حالة زوجي المادية، ولكن أمورنا تحسنت -ولله الحمد-، وعندي طفله معاقة.
مشكلتي الأساسية قريبتي التي أعطاها الله الكثير من النعم، زوجها وظيفته ممتازة جدا، وتعيش حياة الرفاهية، لكنها لا تعمل، فتملك كل ما أملكه، ولكنها تحسدني على وظيفتي، وعلى كل ما هو باهض الثمن، مع العلم أنها تملك وتشتري أشياء باهظة، وهمها الوحيد المال، علما أنها لا ينقصها شيء.
وأيضا تلاحظ ما ألبسه، وتركز على كل شيء يخصني، وكأنها لا تملك شيئا، أصبت بعينها، والدليل أنني أراها كثيرا في أحلامي، تريد أذيتي وضربي، وإذا رأيتها أحس باختناق وضيقة، أتمنى أن ترشدوني، كيف أتقي شرها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: من الجميل أن يتحدث الإنسان عن نعمة الله عليه، وأن ينسب كل خير إلى الله لا إلى نفسه، قال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله)، فالمتفضل علينا بحق هو الله، وإنما يتحقق الشكر بالاعتراف بالنعم، والتحدث بها، واستخدامها في طاعة الله، وهذا كان خلق الأنبياء -عليهم السلام-، قال تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم)، ووصف الله -عز وجل- نوحا -عليه السلام- بأنه شكور، فقال: (ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا)، وحديثك عن النعم التي أنعم الله بها عليك أمر محمود، ونتمنى منك أن تستشعري أن كل هذا محض فضل الله عليك، وكلما شكرت الله كلما حافظت على هذه النعم، قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم).
ثانيا: المؤمن الحق هو الذي يعلم أن الرزق مقسم بقدر، فالله عدل -أختنا الكريمة-، وليس الرزق في العطاء كما أن المنع لا يعني الحرمان، وقديما قال أحد أهل العلم: "ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك"، وهذا يجعل الأمر مسلما لله في كل شيء، مؤمنا أنه عبد لسيد وللسيد أن يفعل بعبده ما شاء، وهذا يجعل العبد دائما مسلما لله في كل شيء، راضيا عنه في كل أمر.
ثالثا: قد ذكرت أن قريبتك تحسدك، وأن عينها أصابتك، مع أن لا شيء ينقصها عنك، ولكنها تغار منك، وهذا -أختي الكريمة- قد يكون وهما؛ وذلك لأنك بنيت حكمك على مظنون، دعينا نكرر حديثك، لقد قلت أنك (أصبت بعين منها، والدليل أنني أراها في كثير من أحلامي، تريد أذيتي وضربي، وإذا رأيتها أحس باختناق وضيقة)، ومن المعلوم أن المنامات أمر ظني لا ينبني عليها أي حكم، وقد تكون هذه الأحلام من الارهاصات الداخلية التي تراودك تجاهها، واعلمي -أختنا- أن مثل هذه المنامات أحيانا تكون من وسائل الشيطان؛ للتفرقة بين الناس.
رابعا: على افتراض صحة هذه الأمور -ولا نظنها صحيحة- فإن الأذكار في الصباح والمساء تحميك -بإذن الله- من كل عائن أو حاسد.
خامسا: إننا نريد منك -أختنا- أن تتصالحي مع نفسك تجاه قريبتك، وأن تقتربي منها أكثر، وأن تحسني إليها، حتى وإن أساءت إليك، فالإحسان -أختنا- يعود عليك لا محالة بالخير، قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فالإحسان -أختنا- إن لم يقلب العدو صديقا، على الأقل سيوقف عداوته عند حد ما، أحسني بها الظن ولا تبني أحكاما على أمور ظنية.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.