تعلق قلبي برجل لتدينه، وعلمت أنه ليس من نصيبي، فكيف الخلاص؟ أرشدوني

0 265

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، أحببت شابا لطيفا خلوقا، يدرس العلوم الدينية، كنا نساعد بعضنا في الدراسة، يحمل كل الصفات التي أتمناها في زوج المستقبل، بالرغم من أنني لست متدينة، ولا أحب تكوين أية علاقة مع الشباب، وشعاري دائما قول الله تعالى: "ولا متخذات أخدان"، ولكنني تعلقت به كثيرا، واعترفت له بحبي بعد أن أظهر لي حبه، فكنت أتكلم معه وأرسل له صوري، ولكن بعد فترة تغيرت تصرفاته، فأصبح يقرأ رسائلي دون أن يرد عليها، ثم قال لي: أنت من بلد، وأنا من بلد آخر، وهناك صعوبة كبيرة بأن نكون لبعضنا، ولا أريد أن أضرك، فقلت له: هل نبتعد؟ ولكنه استمر في الكلام معي، وزاد تعلقي به أكثر من قبل، رغم أنني أستبعد أن يتلاعب بمشاعري لأنه يدرس الدين، ولكن تصرفاته توحي بذلك، فساءت حالتي الصحية ومرضت، وأهملت دراستي فتركت اختباراتي، وما زلت أراقبه وأتتبع أخباره، ولا أستطيع حذفه من وسائل الاتصال.

لكن خوفي من غضب الله جعلني أشعر بالحسرة والندم، لأنني تعلقت بالمخلوق أكثر من الخالق، وأعترف بذنبي وأريد التوبة، ولن أقبل به إلا إذا تقدم لي بالحلال، ولكن قلبي لا يساعدني على ذلك، فوالذي نفسي بيده أنني أحبه، وأتمنى أن يكون زوجا لي في الجنة، وأدعو الله وأقول: (يا رب إن كان في قلبه أو قلبي ذنبا يؤخر لقائنا، فنقنا منه واجمع بيننا)، وثقتي بالله كبيرة بأن يفرج عني، ولكن كيف أعرف هل هو من نصيبي أم لا؟ ساعدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ويسعدنا أن نخدمك، ونسأل الله أن يتوب عليك ويصلحك، ويلهمك السداد ، ويقدر لك الخير، ويوفقك وأن يحقق في طاعته آمالنا وآمالك.

لا شك أن كلام الشاب معك عن صعوبة اللقاء وإكمال المشوار، كان في محله، وليته صدق وابتعد عنك؛ لأن الإسلام لا يقبل بعلاقة في الخفاء، ولا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج، فتوقفي عن الجري وراء السراب، وثقي بأنه لا خير في ود يجيء تكلفا.

رغم تقديرنا لما في نفسك تجاهه، ورغم قناعتنا بصعوبة التوقف، إلا أننا نؤكد لك: أن الأصعب، والأخطر، والشر المستطير في الاستمرار والجري خلف المجهول، ولا يخفى على أمثالك أن الشريعة لا تقبل بأي نوع من التواصل مع شاب أجنبي، والأجنبي هو كل من يستطيع الزواج من الفتاة، ولا ننصحك بمتابعته؛ لأن ذلك مما يجدد الجراح، ويشغلك عن الجد والمعالي، ويلهيك عن الأمر الذي خلقك الله لأجله، وأرجو أن تعمري قلبك بحب الله، ثم بحب كل ما يحبه سبحانه، وإذا كان فيه خير فسوف يبحث عنك، ونحن نريدك مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونحذرك من استخدام عبارات مثل حبك له أكثر من الله، وتذكري أن الله خالق، رازق قدير، وأن من أحب غير الله عذب به، فتعوذي بالله من شيطان يدفع الناس للهاوية، واستغفري ربك وتوبي إليه، فإنه سبحانه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.

مواد ذات صلة

الاستشارات