السؤال
السلام عليكم.
أشكركم على هذا الموقع الذي له جهود جبارة، وسرعة في الإجابة لكل من هو محتاج لأي استشارة منكم، لكم الشكر والتقدير من كل قلبي، وجعله الله في ميزان حسناتكم جميعا.
أريد من الدكتور / محمد عبد العليم: أسماء أفضل علاجات القلق والخوف والهلع والذعر الحاد، مع وجود بعض الوساوس، وتكون محسنة للمزاج، وليس لها آثار جانبية مزعجة.
كذلك الأسماء بالترتيب بالأفضلية، وشرح العلاج إذا كان يسبب أي تشنج أو سمنة، وإذا كان أي علاج يسبب تشنجا فما هو المضاد له؟
جزاكم الله خيرا، ورفع قدركم وجمعكم في الفردوس الأعلى مع الحبيب عليه الصلاة والسلام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على ثقتك في إسلام ويب.
لا بد أن أؤكد بداية أن الناس لهم استجابات مختلفة ومتباينة للأدوية، والدواء الذي يعتبر أفضل لشخص معين قد لا يكون هو الأحسن لشخص آخر.
لذا إعطاء قائمة أو ترتيب للأدوية حسب فعاليتها لعلاج القلق والخوف والهلع أو الذعر الحاد ربما يكون أمرا غير صحيح، أو أمرا غير ممكن، لأن قلق الناس ومخاوفهم وهلعهم وذعرهم ووساوسهم غير متطابقة!
هنالك الكثير جدا من الفنيات الخاصة بوصف الأدوية، أرجو أن نركز جميعا على هذه النقطة.
النقطة الثانية، هي أن الأدوية معظمها لها آثار جانبية، لكن هذه الآثار الجانبية يمكن تلافيها بشيء من التدابير، مثلا معظم الأدوية التي تعالج الاكتئاب والوساوس قد تؤدي إلى زيادة في الوزن، لكن الإنسان الذي يتحوط في ترتيب غذائه ويمارس الرياضة مثلا، وهي في ذات الوقت جزء أصيل في العلاج السلوكي، هنا نقول: إن الفائدة الدوائية سوف تكون أكثر، ولن يكون الأثر الجانبي مزعجا.
معظم الأدوية التي تعالج الهلع والفزع أيضا لها أثر جانبي فيما يخص العلاقة الزوجية لدى بعض الرجال، وإن كان هذا الأمر يتفاوت من شخص لآخر، لكنه قد يسبب الإزعاج للبعض.
موضوع التشنجات: هذه لا نشاهدها كثيرا وسط الأدوية النفسية، الأدوية المضادة للذهان قد تسبب بعض التشنجات أو الملل الحركي لدى بعض الناس، خاصة إذا كانت جرعتها كبيرة جدا، لكن لاحظنا أيضا أن هنالك فوارق كبيرة جدا بين الناس لظهور هذه الأعراض الجانبية.
عموما – أخي الكريم – لا أريد أبدا أن أجعل الأمور أكثر ضبابية بالنسبة لك، لكن الإنصاف العلمي يحتم أن أقول لك ما ذكرته سابقا.
بالنسبة لعلاج القلق والخوف والهلع والذعر: هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (بسبار Buspar) ويعرف علميا باسم (بسبرون Busiprone) هذا دواء ليس بالأفضل أبدا، لكنه قليل الآثار الجانبية جدا، ويحتاج لشيء من الصبر ليؤدي فعاليته؛ لأن البناء الكيميائي فيه بطيء بعض الشيء.
الدواء الذي يمكن أن نقول: إنه جيد هو الـ (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) لكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن.
يأتي بعده تقريبا الـ (زولفت Zoloft) أو الذي يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) ويمكن أن نقول: إن الـ (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) في نفس المستوى.
يأتي بعد ذلك عقار يعرف تجاريا باسم (إفكسر Efexor) ويعرف علميا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine) لكن يعرف عنه أنه يزيد الوزن بصورة واضحة جدا.
الـ (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) أقل فعالية، لكنه أقل أثرا من حيث الآثار الجانبية، ما عدا الصعوبات الجنسية قد تكون فيه أكثر.
الكثير من الأدوية النفسية مثل الـ (فافرين Faverin) والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) مثلا، قد يكون جيدا جدا لعلاج الوساوس وكذلك القلق والهلع، خاصة إذا دعمناه بدواء آخر مثل الـ (فلوناكسول Flunaxol) والذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) مثلا، أو جرعة من البسبار، أو جرعة صغيرة من الـ (رزبريدال Risporidal) أو الذي يسمى علميا باسم (رزبريادون Risperidone).
إذا هذا هو الذي أستطيع أن أدلي به، ولا أريدك أبدا أن تبن انطباعات أن هذه الأدوية تتفوق على بعضها البعض في حد ذاتها من حيث بنائها الكيميائي، لكن هناك عوامل أخرى تلعب دورا كبيرا في استجابة المريض للدواء، وهو ما نسميه ببيئة المريض، أي تكوينه البيولوجي والنفسي والجيني، هذا أيضا مهم جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.