أجهضت فتدهورت دورتي الشهرية تماماً

0 217

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة أبلغ من العمر (33) سنة، متزوجة منذ سنة، وحملت بعد الشهر الرابع من زواجي، ثم أجهضت بعد (40) يوما من الحمل، لم أعمل تنظيفا، لأن الحمل كان صغيرا.

بعد الإجهاض لم تنتظم دورتي الشهرية، ففي الثلاثة أشهر الأولى أصبحت تأتيني كل أسبوعين، ولمدة عشرة أيام، ثم أصبحت تأتي كل أسبوعين، ولمدة يومين فقط، وتكون قليلة جدا، بعد ذلك ذهبت لزيارة الطبيبة، وبعد الفحص، كانت النتائج بأنني أعاني ارتفاعا في هرمون الحليب، وتكيسا في الرحم، فوصفت لي علاجا هو (دوستنكس)، (جلوكوفاج)، انتظمت بعد العلاج دورتي لمدة شهرين، وكانت تأتي كل (23) يوما، ولمدة ستة أيام، بعدها بشهرين تقدمت الدورة مرة أخرى، وأصبحت تأتي كل أسبوعين، ولكنها طبيعية، والدم الذي ينزل أيضا، واستمرت ستة أيام.

بعد ذلك راجعت الطبيبة، وقمت بعمل الأشعة التلفزيونية، فكان الرحم طبيعيا، والتبويض أيضا، كل الأمور ممتازة - بفضل الله -، وعدم انتظام الدورة الشهرية، لا يعد مشكلة؛ لعدم حصول الحمل، لم تكتب الطبيبة أي علاج، بل أعطتني إبرة تفجيرية في وقت التبويض، بعد أن حددت يوم الجماع، ولم تكتب أي علاج، وبعد أسبوعين نزلت الدورة، علما بأنها أخبرتني في حال عدم حدوث الحمل، سوف تصرف لي علاجا هو (كلوميد)، لتكون نسبة التبويض أكبر، على الرغم من أن التبويض طبيعي.

زوجي لم يقم بعمل أي تحليل، وأخبرتني الطبيبة بأنه لا داعي لأي تحاليل، أو فحوصات؛ بسبب حدوث الحمل سابقا.

أنا متخوفة جدا من (الكلوميد)، لأنني قرأت بأنه قد يسبب تكيسا، بينما نفت الطبيبة هذه المعلومة، فهل رأيك - يا دكتوري الفاضل -، بأن ابدأ بأخذ (الكلوميد) دون خوف؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال سرد التاريخ المرضي لحالتك، يتضح وجود غزارة في الدورة؛ ناتجة عن تكيس المبايض، وبالتالي يفضل تأجيل تناول منشطات المبايض، والإبر التفجيرية، لمدة ستة شهور، ويتم خلالها محاولة إنقاص الوزن، مع تناول حبوب منع الحمل لعدة شهور، ثم تناول حبوب (دوفاستون)، لعلاج الأكياس الوظيفية، ووقف تكيس المبايض، وتنظيم الدورة الشهرية، وبعد تلك المدة يمكنك تناول المنشطات والإبر التفجيرية بمعرفة الطبيبة المعالجة، إذا لم يحدث الحمل بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل،

وغزارة الدورة، أو (polymenorrhagia)، تعني نزول الدورة الشهرية لفترات طويلة، أكثر من سبعة أيام، مع نزول الدم الأحمر بكثافة أكثر من المعتاد، ويحدث ذلك بسبب الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، حيث يصبح هرمون إستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيطا، أو نزول إفرازات بنية، كلها حسب حالة الخلل الحادث.

ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث، وجود التكيس على المبايض (PCOS)؛ بسبب الوزن الزائد والسمنة، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو الكسل في نشاطها؛ يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم (CBC)، وفحص هرمونات الغدة الدرقية (TSH-- FreeT4)، وفحص هرمون الحليب، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وإخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.


ولإعادة تنظيم الدورة يجب الصبر قليلا، وتناول حبوب منع الحمل الهرمونات، (كليمن) أو (ياسمين) لعدة شهور، وليس لشهر واحد، شريط كامل كل (21) يوم، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب (دوفاستون)، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي، لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وجرعتها (10) مج، تؤخذ قرصا واحدا، مرتين في اليوم، من اليوم ال (16) من بداية الدورة، حتى اليوم ال (26) من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

والأهم من الحبوب، هو علاج السبب، من خلال السيطرة على الوزن، وذلك عن طريق الحمية الغذائية، ومن خلال ممارسة الرياضة؛ لأن السمنة والوزن الزائد تعتبر السبب الرئيسي في هذا الخلل، وفي عدم انتظام الدورة الشهرية، ويمكنك تناول حبوب (جلوكوفاج 500)، ثلاث مرات بعد الأكل، لتنظيم عمل هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس، للمساعدة في الحمية، ولتنظيم الدورة الشهرية.

مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرامية، وهناك أيضا حليب الصويا، أو كبسولات فيتو صويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، ولا يحدث حمل مع الخلل الحادث في التبويض والدورة الشهرية، ولكن مع انتظام العلاج، والدعاء، والاستغفار، سوف يمن الله عليك بما تقر به عينك - إن شاء الله -، ومن الأدوية التي تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية، وتكرار النزيف، هو (Ormeloxifene 30 mg)، يؤخذ مرتين أسبوعيا، لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعيا، لمدة أربعة شهور.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات