أعاني من الشعور بالجوع ولكن بلا رغبة في الأكل، هل السبب القولون؟

0 1189

السؤال

السلام عليكم

في سنة 2005م، كنت أعاني من الشعور بالجوع، وفي نفس الوقت لا أشعر برغبة في الأكل، وكنت آكل في أوقات الأكل، الصباح والغداء والعشاء، بشكل قليل أو كثير، ثم أقوم من الأكل ولا زلت أشعر برغبة فيه، وبعد ساعة أشعر بالجوع وأرغب بالأكل، وكنت آكل قليلا ثم ذهبت للدكتور، وعملت فحوصات فتبين بأن عندي دودة شريطية.

استخدمت العلاج من قبل الطبيب, وكانت آثاره إيجابية، ونقصت أو خفت مسألة الشعور بالجوع وعدم الرغبة في الأكل, واستمريت مدة سنة، وظهرت مسألة الحموضة الزائدة وارتجاع المريء، وحرقة في المعدة.

عانيت من خروج مخاط عند التبرز بشكل متواصل، حتى لو لم يكن هناك حاجة للتبرز، وغازات وانتفاخات، وبالذات عند تناول وجبة الإفطار، عبارة عن (سندوتش بيض) أو البقوليات كالفول والفاصوليا، أو في وجبة العشاء.

ذهبت لطبيب آخر، وعملت فحوصات فتبين أن عندي جرثومة في المعدة، فأعطاني العلاج اللازم (كلاريسيد, وعلاج آخر نسيت اسمه) فارتحت لمدة سنة ثم عاد المرض وبشكل كثير في رمضان، بسبب أني أتسحر قبل صلاة الفجر بنصف ساعة، فكنت آكل كثيرا وأشرب قارورة مياه معدنية كاملة، بعد التسحر، وعند النوم كنت أحس بارتجاع المريء، وحرقة في المعدة وانتفاخ المعدة، وغازات، وضيق في صدري، حتى إني لم أكن أستطيع النوم على جنبي اليمين، فقد كنت أحس بشرغة في الحلق، وعدم القدرة على التجشؤ، وبسببها لا أستطيع النوم، وعند النوم على جنبي الأيسر كنت أستطيع أتجشأ، ويخف الارتجاع، وأذهب للحمام لمحاولة إخراج الغازات لكي أرتاح، وأستطيع النوم.

ذهبت لطبيب وعملت فحوصات، وظهر أنه ليس لدي جرثومة فأعطاني (لبرازول) لكنه كان كالمهدئ، واستمريت بهذه الحالة إلى يومنا هذا، وذهبت لطبيب آخر وأعطاني (العلاج الثلاثي) فاستخدمته وارتحت لمدة شهر بعد استخدام العلاج، ثم عدت للطبيب وعملت فحوصات للبراز، وكذا تخطيط وكشافة تلفزيون للقلب، وظهر كل شيء سليم، وقال: إن كل هذا سببه القولون العصبي.

ذهبت لطبيب نفساني، فقرر علاج ( gcipralix ) نصف حبة مساء, حبة مساءduloxetine 30 mg) وكذا علاج(xsert حبة ظهرا) لفترة 6 أشهر، وعدت مرة أخرى للطبيب فقرر علاج (losiram 20m) حبة مساء, حبة مساء (duloxetine 30 mg) وكذا علاج(xsert حبة ظهرا) وكذا علاج دوجماتيل حبة ظهرا، وعلاج (duspaverin135mg) حبة صباحا وحبة مساء (rexetin 20mg ).

لي خمسة أشهر عند الطبيب، والحمد لله، شعرت براحة، ولكن ضيق التنفس لا زال يأتيني بشكل متناوب، مثل: (عند النوم وعند التفكير بالعمل أو عند النهوض من النوم أو عند حصول مشاكل) أو حتى على مستوى المشي لمسافة 200 أو 300 مترا أو أكثر، وأيضا ضيق شديد وكتمة، خاصة عند بذل جهد أو حتى نقل المتاع الخفيف من طابق لآخر، أو مع الصعود لمبنى مكون من عدة طوابق.

ظهرت لدي حاليا مسألة الدوخة وضيق النفس، وهبوط وصداع بالرأس وتعرق، خاصة عند النوم لمدة8 ساعات، أو التأخر في موعد الأكل، حتى إن هذه الأعراض ظهرت في أواخر شهر رمضان 2013م، وإلى الآن.

أريد حلا، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأقول: إن رسالتك مفصلة وواضحة جدا، مما سهل علينا كثيرا أن نقول: إنك بالفعل تعاني مما يعرف بالقولون العصبي أو العصابي، وكلمة العصابي هي الصحيحة، وهي مستمدة من القلق، والصلة بين النفس والجسد محتمة من خلال ما يظهر من أعراض، مثل التي تعاني منها.

أيها الفاضل الكريم: الجانب القلقي لديك غالبا يكون موجودا، وليس من الضروري أن يكون القلق قلقا واضحا، قد يكون قلقا مختبئا مقنعا، يظهر في شكل انقباضات عضلية تؤثر على أجزاء معينة في الجسم، والجهاز الهضمي هو أكثر الأجهزة تأثرا.

أيها الفاضل الكريم: علاج حالتك بسيط جدا، لكنه يحتاج منك إلى الالتزام، وهذا العلاج هو ممارسة الرياضة، الرياضة اتضح بما لا يدع مجالا للشك أنها تعالج أعراض الجهاز الهضمي، تعالج الانقباضات العضلية، تعالج كثيرا جدا من الأمراض النفسوجسدية، فاحرص عليها، ومارسها بجد واستمرارية، وسوف تجد ثمارها، إن شاء الله تعالى.

النوم المبكر فيه فائدة كبيرة جدا، يجعل الإنسان يستيقظ وهو في حالة حيوية، حيوية على مستوى الدماغ، حيوية على مستوى الجسد، الشعور التفاؤلي الإيجابي، وهذا قطعا يسهل للإنسان أن يكون منجزا، خاصة في فترات الصباح.

لا تكثر من التردد على الأطباء، راجع طبيبا واحدا مرة واحدة كل ثلاثة أشهر مثلا، من أجل إجراء الروتينية، ومن المهم والضروري أن تجعل لحياتك معنى، اسأل نفسك: ما هي أهدافي في الحياة؟ ما هي الآليات التي يجب أن أضعها حتى أصل إلى أهدافي، وهكذا.

هذا يزيح ويزيل كل هذه الأعراض التجسيدية أو ما يسمى بـ (جسدنة) وهو أن يكون للإنسان عرض جسدي دون وجود مرض عضوي، ويكون القلق وربما شيء من عسر المزاج هو السبب في ذلك.

أيها الفاضل الكريم: احرص على صلاتك مع الجماعة، وأكثر من الدعاء، وطور علاقاتك الاجتماعية، هذا كله فيه خير كثير لك.

الأدوية التي وصفها لك الطبيب أدوية ممتازة، الـ (duloxetine) دواء رائع، وربما تحتاج أن ترفع الجرعة إلى ستين مليجرام على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، ثم ترجع إلى الجرعة الوقائية وهي ثلاثون مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر مثلا، وحين تتوقف من الـ (duloxetine) لا بد أن يكون هنالك نوع من التدرج في التوقف منه، لأن هذا الدواء بالرغم من امتيازه إلا أنه قد يسبب بعض أعراض الانسحاب عند التوقف عنه فجأة.

الدواء الآخر الذي أراه فعالا جدا في حالتك هو عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) دواء رائع جدا للأعراض النفسوجسدية.

بقية الأدوية هي إضافات من جانب الأخ الطبيب – جزاه الله خيرا – والـ (duloxetine) والـ (Dogmatil) نعتبرهما العلاجين والدواءين الأساسيين، بجانب حتمية وضرورة أن تأخذ بما ذكرته لك من إرشاد، وسوف تجد فيه -إن شاء الله تعالى- خيرا كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك الثقة في استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات