مخاوف وعلاقات متوترة، فكيف السبيل للتخلص منها؟

0 204

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة غير متزوجة، موظفة -ولله الحمد- في قطاع التدريس، أحببت شابا منذ 9 سنوات، وتعلقت به منذ أيام دراستي، فقويت علاقتي به لأن مستوى أهلي المادي كان ضعيفا، وكان تواصلي معه بشكل دائم، فقد عوضني عن الناس كلهم، لذلك كنت منعزلة عن الجميع عدا أهلي، وكان يقف بجانبي ويشجعني على الدراسة، فكنت أجتهد بدراستي لكي أعوض نفسي وأهلي عن كل نقص، ولكنني مررت بحالة من الخوف والقلق والتوتر في آخر سنة بالثانوية، وكنت أبكي، وفكرت بأخذ الشهادة الثانوية والجلوس في البيت، ولكنني -ولله الحمد- قاومت هذه الأفكار، وتعالجت بالقرآن وشفيت -والحمد لله-.

كان هذا الشاب مغتربا، وقد طرده والده لأنه مدمن ويتعاطى حبوبا، فوقفت بجانبه وساعدته على ترك تلك الحبوب، ثم تخرجت من الجامعة وجلست في البيت لمدة شهر، وبعدها بحثت عن وظيفة بالقطاع الخاص واشتغلت فيها، ولكنني تشاجرت مع إحدى زميلاتي في العمل، وكنت لا أقوى على الرد وأتلعثم، وأشعر بالخوف والقلق من المواجهة أثناء المشاكل، حتى تركت عملي وانتقلت لغيره، فكلما واجهتني مشكلة أخاف وأشعر بالقلق، وأحيانا أشعر بأنه سوف يغمى علي، وبقيت على هذا الحال، حتى نزل قرار تعييني بعد التخرج بسنة، ففرحت لهذه النعمة العظيمة التي أنعم الله بها علي، والتي تفتقدها الكثيرات ممن تخرجن، فذهبت وباشرت عملي، ولكنني تعرضت لنفس المشاكل التي كنت أتعرض لها في عملي السابق، فكلما حدث خلاف، أو نقاش بين المدرسات أشعر بالخوف والتوتر والتلعثم، فتزيد ضربات قلبي وأشعر بالعرق، فأحزن على حالي، وجميع المعلمات يلاحظن هذا الأمر.

أكملت سنة كاملة في عملي الجديد، وأخذت قرضا لشراء سيارة لإخوتي، لكي ينقلونني من مكان عملي في القرية إلى بيت أهلي، ولكنهم لم يخدمونني بشيء، بل أصبحت أسكن في شقة بتلك القرية مع زميلة لي بالعمل، وأتفق مع سائقين كلما أردت زيارة أهلي في نهاية الأسبوع، والآن أشعر بضغط شديد لأن أبي يريد مني أخذ قرض آخر لإكمال بناء المنزل.

كما أن الشاب الذي كنت أعرفه قد تغيرت معاملته معي أيضا، فعرفت أنه قد رجع لأهله، واستقر عندهم وتوظف، وخطب إحدى قريباته وأنه سوف يتزوجها، وعندما واجهته بذلك أنكر وكذب علي، وقال لي: إن والده حلف على أمه بالطلاق إذا لم يتزوج من قريبته تلك، وهذا أكثر شيء أثر في، فهو الشخص الوحيد الذي أشعر بالحاجة له في هذه الظروف، ولكنه تخلى عني، ولم يعد يكلمني بالجوال مثل السابق، مما زاد تعلقي به، فأصبحت أتابع أخباره، وأراقب صوره بالواتس أب.

أصبحت أكره الحياة وأخاف من الناس، وأتلاشى الذهاب للأسواق والمجمعات لأنني أكره الزحام والتصادم مع الناس، وتدور برأسي أفكار سلبية كثيرة زادت من اكتئابي، وليس لدي صديقات أشكو لهن مشاكلي، وبيني وبين أمي وأخواتي فجوة كبيرة لبعدي عنهم، وأخاف من مواجهة زميلاتي المعلمات سليطات اللسان، وأخاف من وجودي بالشقة بمفردي لأن زميلتي لا تجلس معي كثيرا.

أريد حلا للتخلص من تعلقي بالشاب الذي أعرفه، وكيف السبيل للتخلص من ذلك كله؟ أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منور حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وقد تفحصت ودققت سردك الجميل لمشكلتك -أيتها الفاضلة الكريمة- وأقول لك: إن حياتك قد مرت بشيء من الصعوبات، ولكن الإيجابيات فيها عظيمة جدا، فأنت -الحمد لله تعالى- كان لديك الإصرار على مواصلة التعليم، لذا كان المردود الأكاديمي إيجابيا جدا، وبعد ذلك دخلت سوق العمل لتساعدي نفسك وأهلك، وهذا أمر طيب وجميل.

يأتي بعد ذلك موضوع مخاوفك وقلقك حول علاقاتك مع زميلاتك وأهلك، وموضوع هذا الشاب، ولا أريد أن أصدمك وجدانيا، ولكن موضوع الشاب منتهي، فهذا شخص قد خطب امرأة أخرى، وأعتقد أنه يجب أن تقطعي علاقتك به تماما، لأن استمرار العلاقة معه يعني أنه سوف يكون المعتدي وأنت الضحية، وستشاركيه بشيء من الاعتداء على مصلحتك، فأقول لك: اقطعي هذه العلاقة، وسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

العلاقة كانت علاقة طويلة ونشأت منذ فترة، وهذا الشاب أنت تحملتيه بالرغم من تعاطيه للأدوية المخدرة، ومن الطبيعي جدا أن تكون مشاعرك نحوه قوية، ولكن يجب أن تنظري للأمور الآن بمنظار العقل والتمييز، والمعرفة والقوة المعرفية الحقيقية، الأمور واضحة جدا وجلية، وعلى العكس تماما فحين تبتعدين عنه سوف تهيئين لنفسك شيئا من السكون الوجداني، والانسحاب الوجداني، فخذي راحة بعض الشيء، وبعد ذلك -إن شاء الله تعالى- سوف تجدين أن الأمور أصبحت أهدأ، وسلي الله أن يرزقك الزوج الصالح، وحسني علاقتك بوالديك، وكوني إيجابية في اندفاعاتك، فهذا مهم جدا، وكل ما تحتاجين إليه: هو شيء من التكيف أو التواؤم مع ظروفك الإيجابية، ولكن الإشكالية أنك أخذت بالسلبيات أكثر مما يجب، فهذا هو توجيهي لك: أن تغلبي ما هو إيجابي على ما هو سلبي، وأسأل الله التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات