أعاني من ضيق في التنفس، ورعشةٍ عند ذكر الموت، ما السبب؟

0 204

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 36 سنة، ومتزوج، لدي طفلان، ولا أدخن.

منذ نحو خمسة أشهر عانيت من ضيق في التنفس، وكان مفاجئا وحادا جدا، حتى ظننت أن حياتي ستنتهي، فقام بعض الأصدقاء بنقلي فورا إلى قسم الطوارئ، وكنت أتنفس الهواء بسرعة كبيرة جدا؛ خشية الاختناق، وكنت أعاني من تشنج في الأطراف -اليدين والرجلين- وأفركهما لتفادي ألم التشنج.

زرت الطبيب المختص للتنفس، فقام بفحصي، ووصف لي علاجا، وهو (VOLONTINE)، ويستخدم من الفم والأنف لمدة ثلاثة أشهر، وأقراص الأعصاب والحساسية لمدة 15 يوما، ولم أنتفع بأي من هذه الأدوية.

زرت طبيب القلب، فكان التخطيط سليما -والحمد لله-، وكانت أشعة الصدر وتحاليل الدم كلها سليمة -والحمد لله-.

يأتيني الآن ضيق في التنفس، وألم في الصدر من الجهة اليسرى، ووخز في الظهر والأطراف، وغالبا يذهب ألم الصدر عند التغوط، وتأتيني الآن أيضا رعشة -خاصة- عند ما أسمع وفاة شخص ما أو عند ذكر الموت.

لا أعلم، هل هذا المرض خطير أم لا؟

أفيدوني، حفظكم الله لخدمة الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ chaara حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بسيطة جدا، وقد قمت بزيارة الطوارئ وطبيب القلب، ولم تستفد من العلاجات التي أعطيت لك؛ لأن -في الأصل-حالتك ليست حالة عضوية، فليس لديك مرض في القلب.

أيها الفاضل الكريم، الذي حدث لك نسميه نوبات الفزع أو الهرع أو الهلع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي يتسم بوجود تغيرات فسيولوجية تحدث في الجهاز العصبي اللاإرادي، يؤدي إلى زيادة في إفراز مادة تعرف باسم أدرينالين (adrenaline)، وتسمى أيضا إبينيفرين (Epinephrine)، وهذه المادة تجعل القلب يتسارع بشكل مزعج جدا، وإن كان هذا التسارع إنما يحدث لزيادة تدفق الدم؛ حتى يتشبع الجسم بالأكسجين؛ ليقاوم الخطر الذي يحدق بالإنسان، حسب ما يتصور الإنسان.

قطعا، لا يوجد خطر، ولكن هذه هي عملية فسيولوجية.

إذا –أيها الفاضل الكريم– حالتك هي حالة نفسية، من النوع البسيط، لكنها مزعجة وليست خطيرة.

المؤثرات التي تؤثر عليك هي انفعالات، وأن تسمع خبر وفاة؛ فهذا –قطعا- موقف انفعالي شديد، يثير لديك إفراز مادة (الأدرينالين)؛ مما يؤدي إلى القلق والتوترات وألم الصدر والرعشة. وألم الصدر –بالمناسبة- هو ناتج من انقباضات عضلية في القفص الصدري، وليس له علاقة بأمراض القلب.

أريدك أن تذهب لطبيب نفسي، فحالتك ليست خطيرة، لكن يجب أن تعالج؛ حتى لا تعيش تحت تهديد الخوف؛ لأن هذه الحالة ستعود إليك.

الطبيب النفسي سوف يقوم بواجبه تماما، وسوف يدربك على تمارين الاسترخاء، وهي تمارين جيدة جدا، وموقعنا أعد استشارة تحت رقم: (2136015)، ارجع إليها إن أردت أن تستفيد منها.

الطبيب -أيضا- سوف يقوم بوصف أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وهي كثيرة ومتوفرة، وعندك في المغرب عقار يعرف تجاريا باسم (ديروكسات Deroxat)، ويسمى تجاريا أيضا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، وهو من أفضل الأدوية لعلاج هذه الحالة.

ربما تحتاج -أيضا- لجرعة صغيرة من دواء يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal)، ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol).

أيها الفاضل الكريم، أرجو أن تتبع هذه الخطوات، وعش حياتك بصورة طبيعية جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات