لا أحس بطعم الحياة بسبب الاكتئاب والشعور بالموت..أفيدوني

0 256

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه من خير للأمه الإسلامية، وجزاكم الله خير الجزاء وأبدلكم الثواب والأجر، أما بعد:

أنا شاب بعمر 28 عاما، متزوج ولي ابنه، مررت بظروف عائلية صعبة من ضمنها وفاة الوالد رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، وغيرها من الأزمات التي سببت لي الأحزان، ولكني تغلبت عليها بفضل الله، ولأنني كنت شخصا مرحا.

بدأت مشكلتي منذ حوالي عام، كنت نائما في أحد الأيام، وأذكر أني في هذا اليوم نمت وأنا حزين جدا، وعند منتصف الليل استيقظت على شعور غريب ومخيف، وكأني أموت فأسرعت أتوضأ، وأتممت الوضوء بصعوبة، وأنا في حالة غريبة جدا، وأنطق الشهادة وأكررها، فصليت ركعتين، وأنا أحس بألم في معدتي، وهو يزداد شيئا فشيئا، وبعد أن انتهيت من الصلاة ذهبت إلى العيادة، وأنا خائف جدا، وأدعو الله أن يثبتني ويغفر لي؛ لأني كنت أحس بأنها النهاية.

وصلت العيادة، وتم عمل الفحوصات والأشعة، وكلها سليمة، -والحمد لله- وفقط قالوا بأن لدي التهابا في المعدة، وارتفاعا في الحموضة، ومن ذلك اليوم، وحتى الآن أعيش حياة مختلفة، وأتردد على الأطباء والرقاة والمشايخ، وﻻ أعلم ماذا أفعل؟ أو ما حصل لي، فصرت ﻻ أنام أكثر من ساعتين أو ثلاث في اليوم، وبصعوبة أحس بطعم النوم؛ حيث الأرق يلازمني طوال هذا العام كما أن أكلي قل جدا، ونقص وزني.

أرجوكم أفيدوني ما هي حالتي؟ وما هو العلاج؟ فأعراضي بالضبط هي:
- وسواس الموت الشديد.
- ألم في المعدة وأصوات غازات.
- انتفاخ وإحساس بالشبع أغلب اليوم.
- غثيان وإحساس بحرارة في القناة الهضمية خاصة.
- أرق وصعوبة في التركيز.
- عدم الإحساس بطعم الحياة واكتئاب وحزن.

الحمد لله أن أفضل ما حصل لي خلال هذه الفترة أني تقربت إلى الله تعالى بالنوافل وقراءة القرآن، والأذكار والصدقة، وغيرها من الأمور؛ لخوفي الشديد من عذاب الله، وخوفي من مصيري في الآخرة.

أرجوكم ساعدوني وأرشدوني ما هو الحل لحالتي؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الهجرس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك واضحة جدا، وهي أن النوبة التي أتتك هي نوبة هلع أو ما تسمى بالهرع أو بالفزع، وهي بالفعل ينتج عنها خوف شديد خاصة الخوف من الموت.

أعراض الجهاز الهضمي التي شعرت بها هي أعراض ثانوية في الغالب، بمعنى أن القلق قد يكون مساهما فيها، مع احتمالية وجود التهاب فيروسي بسيط، أو شيء من هذا القبيل.

أنت تحتاج قطعا لعلاج نفسي، هذا لا شك فيه، تحتاج لأحد مضادات المخاوف الممتازة مثل عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) هو العلاج الأمثل لحالتك، وتحتاج أيضا لأن تمارس الرياضة، وتمارين الاسترخاء، وأن تتناسى تماما هذا الخوف الذي أصابك بعد أن أطلعناك على طبيعته وتشخيصه، فهو ليس خطيرا وإن كان مزعجا.

الأمر في غاية البساطة -أؤكد لك ذلك- وحتى أعراض الجهاز الهضمي سوف تتحسن كثيرا بعد أن تأخذ العلاج المضاد للمخاوف عن طريق الطبيب.

لا تكثر من مراجعة الأطباء أبدا، هذا في حد ذاته يؤدي إلى الكثير من التوترات والتوهمات المرضية.

النوم سوف يتحسن كثيرا بعد تناول مضادات المخاوف، وهو في نفس الوقت محسن للمزاج، مما يزيل عنك -إن شاء الله تعالى- الشعور بالاكتئاب والحزن، وقطعا يجب أن تساعد صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، والتركيز على تمارين الاسترخاء، وتجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وتثبيت وقت النوم، وأن تحرص على أذكار النوم، والحمد لله تعالى أنت رجل حريص على صلاتك وتلاوة القرآن، ومحافظ على أذكارك والصدقة، وهذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات