السؤال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
عمري 17 عاما، أخاف الله، أصلي، وأصوم، وأقرأ القرآن كل يوم، تعرفت على شاب عبر الإنترنت، لمدة 5 سنوات، لكن في السنة الأخيرة أصبح كل منا يحس بشيء غريب يحدث تجاه الآخر، رأينا بعضنا عبر الإنترنت، فأصبحنا نحب بعضنا، وكل حديثنا عن مشاعر الحب التي نحس بها، أنا لم أحب أبدا في حياتي، وكلما أحبني شخص كنت أبتعد عنه، حتى لا أقع في الخطأ، وحتى لا يغضب الله علي؛ ولأن مبادئي وأخلاقي تمنعني من التفكير في شخص ما، إلا أنني وقعت في الحب لأول مرة في حياتي.
أحببت كلماته الجميلة التي قالها لي، فعبرت له عن مشاعري بكل صراحة، أعلم أنني على خطأ، وحلفت بالله أن لا أتحدث إليه حتى أكمل امتحان الثانوية.
أمي طلبت مني أن أترك هذا الشاب، وأن أحلف لها على المصحف، وقالت: إن الإنترنت مضيعة للوقت، والجهد، لكنني لم أستطع المقاومة، فكتبت رسالة غير مباشرة على صفحة الفيس بوك الخاصة بي بأنني لا أستطيع استيعاب فكرة الابتعاد عنه، فماذا أفعل؟ أريد النصح ورضى ربي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ryma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يردك إلى الحق، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
لا شك أن الذي حصل مخالف للشرع، ومصادم لرغبة الوالدة، وفيه ضرر كبير بمستقبلك العلمي، والعاطفي، والاجتماعي، فلا مجال للاستمرار في التواصل، ومهما كانت صعوبات التوقف عن علاقة دامت سنوات؛ إلا أن الأصعب والأخطر والشر هو التمادي على المخالفة، فعجلي بالتوبة النصوح، ومن أركان التوبة التوقف الكامل، والندم على ما حصل، والعزم على عدم العوة، وأنت مسلمة تتركين في رمضان طعامك وشرابك لله، فكيف تضعفين وتنهزمين، وتذكري أن من تركت شيئا لله عوضها الله خيرا، فالنجاة النجاة.
وإذا كان في الشاب خير وجدية فعليه أن يبحث عنك، ويصل إلى أهلك ويطلب يدك رسميا، واعلمي أن في توقفك التام عن التواصل معه اختبار لصدقه، فإما أن يتقدم، وإلا فعليك أن تتأخري عنه وتبتعدي عنه إلى الأبد.
وأرجو أن تعلمي -يا فتاة الإسلام- أن الله أرادك مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فلا تقدمي التنازلات، واستغفري عن كل ما حصل من الزلات، والتجاوزات، وانتبهي لنفسك ولا تجعلي عواطفك حقلا للتجارب؛ لأن ذلك سوف يشوش عليك، وينتقص من سعادتك، والأهم من ذلك أنه مخالفة لشرع ربك.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بطاعة الوالدة، وبرها بالبعد عن النت، واعلمي أن أمر الوالدة بالمندوب يصيره واجبا، وتذكري أن الرجل يحتقر المرأة التي تجري وراءه، وتقدم التنازلات، لكنه يلهث ويجري وراء من تأبى عليه، وتلوذ بعد الله بإيمانها، وحيائها، وحجابها، وتعتز بمحارمها وتقدمهم.
سعدنا بتواصلك، ونطمع في المزيد من التواصل، وأرجو أن نبشر بتوقفك عن العلاقة، وبإقبالك على عبادتك لربك، ثم دراستك، واقتربي من والدتك وأطيعها.
ونسأل الله أن يسددك ويقدر لك الخير، ولك منا الدعاء.