أصاب بنوبات عصبية عند التعرض لبعض المواقف، فما العلاج؟

0 214

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصاب بنوبات عصبية طوال اليوم عند التعرض لمواقف لا تدعو للعصبية، مثل: المشادة في الحديث مع أي أحد، أو حتى اختلاف في الرأي.

تكون عبارة عن سخونة مفاجئة في الجسم كله، وعرق وزيادة ضربات القلب، وتستمر لمدة خمس دقائق.

أريد علاجا لهذه الحالة، وهل هي مرض، أم توتر أعصاب؟

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لست مريضا، هذا نوع من التوتر الظرفي، ونوع من الانفعال ربما يكون مرتبطا بشخصيتك، وإن شاء الله تعالى يكون عابرا؛ لأنك تمر بمرحلة عمرية فيها الكثير من التغيرات.

ما يحدث لك من سخونة مفاجئة: هذا تغير فسيولوجي بسيط، ناتج من الانشداد العضلي والعصبي الذي يكون مصاحبا للتوتر.

أيها الفاضل الكريم: من الأمور المهمة جدا:

- أن تكون معبرا عن ذاتك، لا تكتم، لا تحتقن، وأن يعبر الإنسان عن نفسه أولا بأول في حدود الذوق، هذا فيه نوع من التفريغ النفسي الكبير جدا.

- حاول أن تتخيل وتتصور أنك قد انفعلت وتعصبت، ما الفائدة من ذلك؟ لا فائدة أبدا، وإذا تعصب شخص في وجهك كيف ستكون ردة فعلك؟ قطعا هذا التصرف لن يكون مقبولا لذاك الشخص بالنسبة لك، فإذا ضع نفسك في مكان هذا الشخص، وهكذا.

- لا بد أن تجري حوارات مع نفسك.

- كن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وكن من المحسنين، هذه درجة رفيعة وعظيمة، يجب علينا كمسلمين أن نسعى دائما لأن نصل إليها.

- حاول دائما أن تكون في مصاحبة الطيبين والأفاضل من الناس.

- اسع لبر والديك، هذا يؤدب النفس، ويجعلها مجلوبة على المرونة وحسن معاملة الآخرين.

- أريدك أن تمارس الرياضة، الرياضة تفيد كثيرا.

- نظم وقتك ورتب يومك.

- تجنب شرب الشاي والقهوة بكثرة؛ لأنه كثيرا ما يؤدي إلى سرعة الانفعالات.

- موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) هذه الاستشارة وضعناها ببساطة وحرص شديد لتوضيح أهمية وكيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن ترجع إليها وتتطلع عليها، وتطبق ما ورد بها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

- لا مانع أن تتناول دواء بسيطا جدا يساعد كثيرا في هذه الحالات، الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride) قيمته زهيدة جدا، ولا يحتاج لوصفة طبية، وليس له آثار جانبية ضارة -إن شاء الله تعالى– تناوله بجرعة خمسين مليجراما –أي كبسولة واحدة– يوميا في المساء لمدة أربعة أيام، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة مساء لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أيضا أن تقرأ في كتاب الأذكار للإمام النووي أو في كتاب مشابه عن كيفية التعامل مع الغضب، كيف أن الرسول -صلى الله عليه وسلم– قد أوصانا أن ندير الغضب حين نصاب به؟ الكثير من الإخوة عالجوا أنفسهم وتخلصوا من انفعالاتهم السلبية التي تظهر في شكل غضب، وذلك باتباعهم للسنة المطهرة.

بصفة عامة أريدك أن تسعى لتطوير نفسك، وأن تجتهد لتجعل حياتك سعيدة، وأسأل الله تعالى أن يكون لك مستقبلا باهرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات