أريد حلًا لعلاج الندوب في وجهي وهل الذئبة الحمراء تمنع الاستفادة من الليزر؟

0 401

السؤال

السلام عليكم.. دكتور محمد:

أنا عمري 21 سنة، مشكلتي بدأت عندما كنت طالبا في التوجيهي (آخر سنة دراسية في المدرسة) كان عمري حوالي 17 عاما، ظهرت مجموعة من الحبوب على وجهي بشكل كبير، وقد اعتقدت بأنه حب شباب؛ فلم أعره أهمية، لكن بدأ يتطور مع التهاب وخروج مادة بيضاء وصفراء من البثور، حتى ذهبت للأطباء فشخصوه على أنه حب شباب، وقد أعطوني دواء اسمه (الريكوتان) لأشهر، ولكن ذهبت البثور، وتركت مكانها ندبا في كل وجهي.

المفاجأة: أنه عندما عملت خزعة لحبة موجودة في رقبتي؛ النتيجة أن معي دسكويد لوبس (ذئبة حمامية جلدية موضعية) وقد كنت قبل أن أعلم أن معي الذئبة الحمراء الموضعية عملت حوالي 7 جلسات ليزر، ولم أستفد في معالجة الندوب.

أرجوك أريد حلا لمعالجة الندوب في وجهي، وهي من النوع المتوسط، لسطحي، لعميق، تختلف من مكان لآخر في وجهي. هل يجب -أولا- علاج المرض من الجلد قبل البدء بتجميله؟ وهل سبب عدم الاستفادة من الليزر أني لم أكن أعرف أن معي ذئبة حمامية؟

أرجوك أعطني حلا، لو كان يوجد بأي مكان في العالم، أو بأي ثمن؛ فأنا منذ ثلاث سنين أعاني من مشكلتي.

وشكرا لك يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ameed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كانت المشكلة الرئيسية التي كنت تعاني منها هي حب الشباب الملتهب، والذي يترك أثرا بعد الالتئام؛ فمن الجيد أنك قمت بتناول دواء الـ (Isotretinoin) والمعروف بالروكتان، ولهذا العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وقد يعطيك الطبيب كتيبا به المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب، وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية؛ للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون، وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.

وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج كما حدث معك، فيجب أن تتناوله بالجرعة والمدة المقررتين، والجرعة اليومية تكون حسب وزنك، والمدة المقررة لاستعمال العلاج تكون في حدود الـ 6 أشهر، وقد تتحسن بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا، فقد تعاود المشكلة في الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن وحجم الغدد الدهنية بالجلد.

أما بالنسبة لمشكلة آثار حب الشباب، فتوجد علاجات كثيرة لها، ويعتمد نوع العلاج على نوع الأثر، لوجود عدة أنواع من الندب التي من الممكن أن تحدث نتيجة الإصابة بحب الشباب كما ذكرت، والعلاج في العادة يكون مبدئيا باستخدام بعض الكريمات الموضعية من مشتقات فيتامين (أ)، مثل كريم التريتينوين؛ لأنه يحدث بعض التحفيز لإعادة تشكيل أو نمو طبقة الكولاجين بأنسجة الجلد، وله أيضا فائدة أخرى، وهي الوقاية من ظهور حبوب جديدة، ولا بد أن يكون استخدام تلك الكريمات مقرونا بالوقاية من الشمس، وتنظيف البشرة بشكل جيد، وإذا كان العلاج بتلك الكريمات غير كاف بمفرده لإحداث الأثر المطلوب، فيمكن إجراء بعض جلسات التقشير الكيميائي أو سنفرة الجلد السطحية.

يمكن أيضا العلاج ببعض أنواع الليزر، وهذا ما قمت أنت بعمله، وتوجد أنواع متعددة من الليزر المخصص لعلاج الندب، منها أنواع فعالة وذات تأثير سريع، ولكن لها العديد من الآثار الجانبية المحتملة، وتوجد أنواع أقل فعالية، وتحتاج إلى عدد أكثر من الجلسات، ومرور وقت طويل نسبيا حتى تكون هناك نتيجة حقيقية، وتلك الأنواع آثارها الجانبية أقل، وأتصور أن ذلك هو نوع الليزر الذي استخدم في علاج حالتك، يجب أن يكون عندك حسن توقع لمردود العلاج بالليزر، فدائما العلاجات لا تعطي نتائج بنسبة كاملة، وإنما نتائج مقبولة في أغلب الأحوال، وتحتاج إلى مثابرة وعدة جلسات -كما قمت- وبتباعد مناسب حتى تعطي فرصة لحدوث تغييرات بالجلد.

بعض أنواع الندب العميقة قد تحتاج إلى بعض الجراحات التجميلية البسيطة، أو حشو الجلد ببعض المستحضرات، ولذلك يجب زيارة طبيب الجلد؛ لتقييم نوع الندب، ومناقشة السبل والوسائل العلاجية المناسبة والممكنة للتخلص منها.

ويجب علاج حب الشباب بفاعلية؛ حتى لا يتكرر مرة أخرى، ويترك آثارا جديدة بعد علاج القديمة منها، إذا كان تشخيص حب الشباب حقيقيا؛ فالآثار التي يتركها مختلفة إكلينيكيا بشكل واضح عن الآثار التي تتنتج عن الإصابات الجلدية المختلفة للذئبة الحمراء.

يجب -أخانا الكريم- الاهتمام بمشكلة الذئبة الحمراء، وأن تتواصل مع طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة والعلم، لوجود أنواع متعددة من الذئبة الحمراء التي تصيب الجلد، وهي تظهر بأشكال إكلينيكية مختلفة، وقد تكون مصحوبة في أحوال كثيرة بإصابات داخلية متعددة، ويجب أخذ التاريخ المرضي لظهور المشكلة بدقة، وفحص الجلد إكلينيكيا، وعمل الفحوصات المعملية، والإجراءات الأخرى، ومن ضمنها العينة الجلدية؛ حتى تتأكد من التشخيص ومعرفة ما إذا كانت المشكلة محددة بالجلد أم مصحوبة بمشكلات داخلية، وفي كل الأحوال يجب عمل زيارات دورية لطبيب الجلد؛ لمتابعه تطور المرض، وعمل ما يلزم.

حفظك الله من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات