السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع المتميز، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم يوم العرض عليه.
أنا بعمر 22 عاما، ولا زلت طالبا، مشكلتي بدأت منذ نحو سنة ونصف، فبعد وفاة والدتي جاءتني حالات غريبة، لم أستطع تفسيرها، وتنقلت من طبيب إلى طبيب بدون جدوى.
أنا من مصر، وكما تعلمون الكل يفتي، والحالة التي أكلمكم عنها أني كنت أشعر بغيظ شديد وغصة في حلقي، ونوبات سخونة في جسدي، وقبل ذلك برودة في جسدي، وخاصة منطقة البطن، وعسر هضم، وألم شديد في بطني على يسار المعدة، اعتقدت أنه القولون، وكانت تأتيني نوبات أشعر فيها بأني سأموت، ورعشة، وتزداد دقات قلبي، في البداية لم أعلم ماذا في؟
ذهبت إلى أطباء باطنية قال: إنه قولون عصبي، وكتبوا لي ليبراكس، لكني لم أتحسن، ومنهم من قال: ديدان وأخذت دواءها، ولكني لم أتحسن إلى حين ذهبت لطبيب مخ وأعصاب، ووصف لي دواء لوسترال 50 قرصا يوميا لمدة شهر، مع اميبريد 50 قرصا يوميا لمدة شهر مساء، وشعرت -الحمد لله- بتحسن، وقال لي: أن أكمله إلى شهر آخر نفس الوصفة، وأكملته ثم توقفت فجأة عنه، فقد كنت شخصا جديدا أشعر بالجرأة والثقة بالنفس لفترة، وبعد ذلك عاد الوضع لما كان عليه.
ذهبت إلى طبيب آخر، وقال لي: إن هذه حالة نفسوجسدية ووصف لي ثيروكسات 50 قرصا يوميا، مع توب مود 50 قرصا يوميا، لكنه لم يأت معي بنتيجة، وزاد وزني فترة استخدامه نحو الأسبوعين ثم توقفت، وقررت من نفسي العودة إلى الدواء القديم الذي كان قد غير الكثير في حياتي، فأخذت مودابكس 50 قرصا يوميا، مع اميبريد 50 قرصا يوميا لمدة ستة أشهر -الحمد لله- وأشعر بالتحسن.
قرأت في الاستشارات التي على الموقع طريقة إيقافها، وقد بدأت بنصف حبة من الدواءين، يوميا منذ أسبوع، وأحيانا تأتي السخونة والضيقة مرة أخرى فأرفعها إلى حبة، فهل ما أفعله صحيح؟ وإلى متى أستمر على الدواء؟ وما هي مدة العلاج الصحيحة؟ لقد سمعت أن هذه الادوية مضرة بالكبد والكليتين. فهل المودابكس والاميبريد مناسبان؛ حيث أني تحسنت -بفضل الله- بعد استخدامهم؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى لوالدتك وموتانا وموتى المسلمين الرحمة والمغفرة -لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بقدر مسمى، فلتصبر ولتحتسب- ونسأله أن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.
ما حدث لك بعد وفاة والدتك -عليها رحمة الله تعالى- من أعراض جسدية هو جزء من التفاعل الإنساني الوجداني، الذي يحدث لكثير من الناس، وربما يكون لديك شيء من الاستعداد أصلا للقلق وللتوتر؛ لذا استمرت معك الأعراض التي ذكرتها، الحالة بالفعل هي نفسو جسدية ولا شك في ذلك، وهي حالة بسيطة، لكنها قد تسبب بعض الإزعاج في بعض الأحيان ولبعض الأشخاص.
لذا أعتقد أن أفضل وسيلة لعلاج مثل هذه الحالات هو تغيير نمط الحياة، بناء أسس جديدة ليدير الإنسان من خلالها وقته وبصورة نافعة، وإدارة الوقت تعني إدارة الحياة، والذي يدير حياته بصورة صحيحة ويكون له هدف واضح في حياته يكون قطعا سعيدا ومسرورا ومن الناجحين.
أيها -الفاضل الكريم-: أرجو أن تتبع هذا المنهج، منهج حسن إدارة الوقت، وأن تكون لك أهداف في الحياة، (أهداف آنية – أهداف متوسطة المدى – أهداف طويلة الأمد) سر على هذا النمط، وهذا -إن شاء الله تعالى- يؤدي إلى إزاحة الفكر الوسواسي، الفكر القلقي المتعلق بالمرض.
عش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب النوم المبكر، ممارسة الرياضة، التوازن الغذائي، الاطلاع واكتساب المعرفة، التواصل الاجتماعي الصحيح، الحرص على أمور العبادة، وأن يكون الإنسان متفائلا، وله خطط وبرامج مستقبلية يسعى من خلالها أن يكون نافعا لنفسه ولغيره، هذه هي أسس الحياة الصحيحة، فأرجو أن تتبعها، وتكثيف التمارين الرياضية مهم جدا في علاج أعراض النفسوجسدية.
أما بالنسبة للدواءين – وهما السلبرايد والمودابكس/سيرترالين – أدوية سليمة، وأدوية فاعلة، وأدوية ممتازة، وليس لها تأثيرات سلبية على الكبد أو الكليتين، هذا ليس صحيحا.
في بعض الأحيان ربما يحدث ارتفاع بسيط في أنزيمات الكبد، ولكن هذا الارتفاع هو ارتفاع مؤقت وعارض وليس ذا أهمية كبيرة.
دائما أقول: إن من يتناولون الأدوية لفترات قد تمتد نسبيا لفترة من الزمن يجب أن يقام بإجراء فحوصات روتينية، والفحوصات الروتينية هي فحوصات أساسية، الإنسان يذهب لطبيبه ليقابله مرة كل ستة أشهر، يقوم بفحص الضغط، النبض، التنفس، وهذه هي الفحوصات الإكلينيكية المعروفة، بعد ذلك يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوصات المختبرية، ومنها: السكر، مستوى الدهنيات، وظائف الكلى، وظائف الكبد، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (ب 12) ومستوى فيتامين (د).
هذه -أخي الكريم- فحوصات بسيطة جدا، وأصبحت -الحمد لله- الآن سهلة ومتيسرة وغير مكلفة، فقم بإجراء هذه الفحوصات الروتينية مرة كل ستة أشهر، وأعتقد أنه سوف يعود عليك بخير كثير.
سعدت كثيرا برسالتك وعلى ثقتك في إسلام ويب، فأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.