طالت فترة خطبتنا فزادت مشاكلنا.. هل هذا ابتلاء أم ضعف شخصية؟

0 316

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة، وقصتي بدأت عندما تعرفت على فتاة، وبقينا معا مدة خمس سنوات، وفعلت أمورا محرمة معها بدافع الحب، وبعدما أنهيت دراستها الجامعية تقدمت لخطبتها حبا لها، وطمعا من الله أن يغفر لي ما فعلت ظنا مني أنني إذا تزوجتها سيغفر الله لنا ما فعلنا.

المهم خطبتها، وذلك منذ عامين ونصف أي في صيف 2012، لكن مشاكلنا بدأت منذ بداية صيف 2013، حيث إننا تناقشنا على موعد الزواج إذ قالت إنها لا تريد الزواج هذا العام؛ لأنها لم تكن مستعدة نفسيا، لكن حبا لها أجلت الزواج، وذهبت لوالدها، وطلبت منه أن نؤجل الزواج (أي في صيف 2014 )؛ لأني لست مستعدا، والحقيقة أنني كنت مستعدا.

وفي خريف 2013 أرادت أن تكمل دراستها، وسمحت لها ومنذ ذلك الحين بدأت في (التبدل)، أصبحنا نتشاجر كثيرا في الهاتف، وأصبحت لا تهتم بآرائي، ولا تحترمني، ودليل ذلك إنها كانت قبل معاودة دراستها كانت تلبس لباسا محتشما، أما الآن فأصبحت تلبس لباسا لا أحبه، وأراه أنه لا يليق بامرأة محترمة.

بالمختصر المفيد أنها لم تعد الفتاة التي قمت بخطبتها، وأعلمكم أني قد عقدت عليها شرعا، ولم يبق إلا العقد المدني، وفي بلادنا لا حكم لك على زوجتك إلا بعقد مدني، وليكن في علمكم أنني لم أتزوج في صيف2014 كما كان مقررا؛ لأن أباها أتاني قائلا إن له ديونا، وأنه لا يستطيع تزويج ابنته إلا في صيف 2015، فقبلت ذلك احتراما لأبيها، ومنذ ذلك اليوم وأنا في مشاكل معها، وقد وسوس لي الشيطان أنها على علاقة بشخص آخر غيري.

في الشهر السابق تشاجرنا، وذهبت إلى أبيها لكي ألغي الزواج، وقد كنت مشحونا بالغضب، والكراهية، ولما طلبت الإلغاء لحظتها أدركت أنني فعلت شيئا خاطئا، وأن الشيطان قد أعمى بصيرتي، لكن صهري كان متعقلا، وهدأني، وقال "لسوف تشكرونني (أنا وابنته) بعد زواجكما، وما هذا إلا مشاكل تافهة وستزول، وستكونان نعم الأزواج لأني أعرف ابنتي وأؤكد لك أنك سوف تتزوج جوهرة".

أما الآن فقد وجدت نفسي أصبحت أخاف من ردة فعلها، أي أنني لما أتخيل نفسي أنني زوج لأي فتاة أخرى، أرى نفسي متحكما بزمام الأمور، لكن لما أتخيل نفسي زوجا لها أراني ضعيفا, أخاف من ردود أفعالها وأصبحت أكرهها، وأتمنى لها الشر، ويتملكني حب الانتقام.

أريد أن أنوه لأمر أنني صليت صلاة الاستخارة قبل وبعد الخطبة مرات عديدة وصلت لحوالي صلاة كل يومين أو ثلاثة.

كل ما ذكرته آنفا ما هو إلا مختصر شامل؛ لكي تفهموا مشكلتي، وسؤالي: هو هل هذا امتحان من الله وابتلاء أم ضعف شخصية، أم أن الشيطان يحاول فعل فعلته للتفريق بيننا، أم أنها مشاكل تراكمت لطول المدة بين الخطوبة والزواج، أم أننا أصبنا بعين؛ لأن عائلتها تتخبط في مشاكل عائلية؛ ولأنها أول المتزوجات في عائلتها، وأنا آخر المتزوجين في إخوتي.

عذرا على الإطالة وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mimou حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يوفقكم، وأن يحقق لكما الاستقرار، وأن يعينكم على التوبة والاستغفار، وأن يدخلنا الجنة في صحبة رسولنا المختار.

لا شك أن طول فترة العلاقة قبل الرباط الشرعي، وطول فترة الخطبة مظنة المشاجرات والخلافات؛ لأنها فترة تتحكم فيها العواطف، ويحاول فيها كل طرف أن يسحب في اتجاهه، كما أن حصول التجاوزات يجلب المشكلات وللمعاصي شؤمها وثمارها المرة، فعجل بالتوبة والاستغفار، وقف مع نفسك، وأصلح ما بينك وبين الله، واطلب منها ذلك، واعلموا أن الحسنات يذهبن السيئات وربنا هو الذي يؤلف بين القلوب ويجلب الاستقرار والسعادة والخيرات.

وأرجو أن تتعوذوا بالله من شيطان يغرس شجرة البغض، والأمر كما قال ابن مسعود رضى الله عنه: ( إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم )، والشيطان لا يريد الزواج ويقف في طريق من يريد طاعة الوهاب.

ومن هنا فنحن نوصيكم بكثرة الدعاء والتضرع لله، والإقبال على الله ومراقبته وطاعته، وإحسان الظن بالشريك، وتجنب الخوض في التفاصيل، وثق بأنك لست ضعيفا لكن زوجتك ليست عندك، وبعد إكمال المراسيم تتغير الأمور بحول الله وقوته، نوصيك أيضا بعدم الاستعجال في تغيير الشريك؛ لأن المطلوب هو القبول بالشريك، ثم التأقلم والتكيف ثم إبراز الإيجابيات وتضخيمها واتخاذها مدخلا إلى القلب ووسيلة لإزاحة المخالفات.

وتذكر بأن اقتراب موعد الزواج يعني تقدم العقل والمسؤولية وتأخر العواطف، وتيقن بأن معظم الخلافات تذوب بعد الزفاف، وهذا مما يفهم من كلام والدها، وتجنب إظهار الكره لها، وتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن، وواظب على أذكار الصباح والمساء، ونرجو أن تحرصا على التوبة النصوح.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله والصبر فإن العاقبة لأهله، وتجنب تذكر الماضي، وإذا ذكرك الشيطان ووسوس فتعوذ بالله من الوسواس الخناس، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الذنوب، وأن يبارك لكم وعليكم وأن يجمع بينكم على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات