ما نصيحتكم لمن يعامل الخادمة معاملة سيئة

0 505

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
لدي خادمة أندنوسية، وأشعر أنني أظلمها، وذلك بضربي لها وبشدة، وأيضا بحرمانها من الطعام وشتمها، بالإضافة على أنها لم تستلم رواتبها، أنا في البداية كنت أعاملها بما يرضي الله، ولكن غيرت تعاملي لها بسبب عدم إخلاصها في عملها، رغم صبري عليها لمدة سنة كاملة، ولكن لا فائدة، مما أدى بي إلى معاملتها معاملة سيئة، وزوجي لا يستطع ترحيلها بسبب ظروفه المادية المنتكسة،.

أنا أشعر أن ظروفنا المادية متدهورة بسبب ظلمها، أرجو منكم أن تنصحوني بأسرع وقت ممكن، ويعلم الله أنني لا أحب الظلم ولا أقصد ذلك، ولكن هذا كله بسبب عصبيتي الشديدة.

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هناء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

نسأل الله العظيم أن يلهمك الصواب والرشاد، وأن يهدينا وإياك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه.
وبعد: فالرجاء التوقف عن ظلم هذه الخادمة، ومحاولة تطييب خاطرها، وطلب العفو والمسامحة، واعلمي أن الله أقدر عليك منك على هذه المسكينة، وعدم إخلاصها في العمل كما ذكرت لا يبيح لك ضربها وشتهما وتجويعها، وقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها، ولم تجعلها تأكل من خشاش الأرض، فكيف بالإنسان الذي كرمه الله؟ وقد جعل أختك هذه تحت يدك، وشريعتنا العظيمة تأمرك أن تطعميها مما تطعمين، وتكسيها، وتحسني إليها، وإذا كلفت بشيء فوق طاقتها فعلينا أن نساعدها، ورغم أنها تأخذ راتبا إلا أن المسلم يحسن التعامل مع هؤلاء الأجراء، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.

لا شك أن عدم صرف راتبها سوف يؤثر على مستوى عملها، والإسلام دين يعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه. فأرجو أن تجتهدي في أن تدبري لها راتبها، وتحسني معاملتها، وانتظري بعد ذلك النتيجة، فإذا لم تتغير الأمور فيمكن استبدالها بامرأة أخرى، أو الاجتهاد في تحمل مسئوليات المنزل بنفسك، وأرجو أن يعاونك الزوج في ذلك بمشاركته لك، وهذا هو الأصل؛ لأن وجود هؤلاء الأجانب في منازلنا له خطورته، فليس زوجك محرما لها، ولن تستطيع تربية الأطفال مثل الأم، وقد لا يؤمن جانبها إذا عوملت معاملة قاسية، إلى غير ذلك من الأضرار التي يمكن أن تحصل.

الصواب: أن تغيري أسلوب التعامل معها، فالشريعة كلها عدل، فهي تأمر هذه الخادمة بأداء وظيفتها بإتقان، وتأمرك أنت بأداء حقها كاملا.

أرجو أن تقدري ظرفها، وهي امرأة ضعيفة، وأنت تعلمين الظروف التي تمر بالمرأة وتحتاج فيها لشيء من العطف وتقدير تلك الأحوال.

كما أرجو أن تعامليها بالإحسان كما كنت معها، والمسلم يحسن للناس؛ لأن الله أمر بالإحسان، وأنت ولله الحمد امرأة تعرفين آثار الظلم على الإنسان. وهكذا كل المعاصي لها شؤمها وآثارها، وقد يحرم الإنسان الرزق بالذنب يصيبه، فاحرصي وزوجك على طاعة الله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات