السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ 8 أشهر، حياتي قبل الزواج كانت صعبة مع أخي الكبير، حيث كان يمنعني من كل شيء، من الزيارات أو الاتصال بأحد، تأقلمت مع وضعي واستمررت بعيدة عن المجتمع إلى أن وصل عمري 29 سنة، وكانت فرصة لي أن أتزوج وأتخلص من ظلم أخي.
لكن لم تتم فرحتي، حيث إن زوجي عكسي تماما في كل شيء، ولم تعجبه شخصيتي، ويتعمد أن يعيبني، يتهمني أن في شكا وكرها للمجتمع، مع أنني ﻻ أتكلم عنه إلا بكل خير، رغم أنه ﻻ يفي بأبسط متطلباتي، بل كنت أصرف عليه وعلى نفسي من راتبي القليل، ولم أعايره بذلك أبدا، إلى أن تركت العمل، وصار يرفض أن أعمل، وهو ينقص من حقي كثيرا، فلا أخرج لأي مكان وﻻ أطالبه بشيء، ومع ذلك كل يومين يسخر مني ويفتعل مشكلة، بدأت أتأكد أنه ﻻ يطيقني، فهل أنا مريضة نفسيا، أم أخي وزوجي محقان في معاملتهما لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
أعجبنا تأقلمك مع ضغوطات شقيقك الأكبر، وننتظر منك التكيف مع وضعك الجديد، واستعيني بربنا المجيد، وتوكلي على العزيز الحميد، واجعلي حياتك بالإقبال على الله وبالطاعات عيد.
وأرجو أن تعلمي أن الحياة الزوجية تبدأ بالتعرف على الشريك والتعارف، ثم تأتي مرحلة التنازلات ليكون الملتقى في منتصف الطريق، ثم يحصل التأقلم والتكيف، ويساعد على ذلك فهم نفسيات الشريك وحسن التفاهم معه، وتتلو ذلك مرحلة التعاون، ويحصل بعد ذلك التوافق الموصل إلى التآلف، والمشاكل التي تحصل خاصة في البدايات لها فوائدها إذا أحسنا إدارتها، وأعطيناها حجمها ووضعناها في إطارها الزماني والمكاني، على أن لا تأخذ أكبر من حجمها فتشوش على سعادتنا، لأنه من خلال المشاكل يتعرف كل طرف على الخطوط الحمراء، فإذا انتبه لها حصل الوفاق وتحقق الأنس والسعادة.
وأرجو أن تتعرفي على إيجابيات زوجك، وتسلطي عليها الأضواء، وتظهري الفرح بها وتتخذيها وسيلة إلى قلبه، ومدخلا إلى نصحه، والواقعية مطلوبة، والرجل لن يجد امرأة بلا عيوب، والمرأة لن تجد من هو خال من النقائص، ولكن طوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته.
ووصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بتفادي كل ما يثير المشكلات، وكوني لزوجك أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، ووفري له التقدير والاحترام يمنحك الحب والأمان.
سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونشرف بإشراكنا في قراراتكم، والموقع منكم وإليكم، ونسأل الله أن يحفظكم ويؤلف بينكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد.