تعرضت للضرب أمام والدتي من أحد أقربائي، مما أثر في نفسيتي كثيرا.

0 252

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرضت لموقف جدا محرج أمام والدتي منذ 4 أشهر ولا أستطيع نسيانه؛ حيث تعرضت للضرب من أحد اقربائي بسبب استقالتي من عملي.

حيث إن هذا الموقف يؤثر علی حالتي النفسية، فأظل متذكرا هذا الموقف عند القيام بأي عمل، وأحيانا لا أستطيع النوم بسببه، وعندما أری هذا الشخص أشعر بمغص في بطني، ولدي روح انتقامية شديدة لا أجد ملجأ لتفريغها، ولا أجد له سببا آخر ﻷنتقم، ومعظم وقتي أتذكر الموقف الذي سبب لي أزمة.

فأتمنی منكم إرشادي للطريق الذي يجعلني أتجاوز هذا الموقف، وأركز علی المهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك من الألم الذي واضح أنه اعتصر قلبك، وأثر فيك تأثيرا كبيرا، أعانك الله وخفف عنك.

نعم، مع الأسف يمكن لحادث مثل هذا أن يؤثر فينا تأثيرا كبيرا، وبحيث يسيطر علينا هذا الحدث، ولا نعود نتذكر إلا إياه، وكأن العالم والحياة لم يعد فيها إلا هذا الحدث وهذا المشهد.

طبعا لا شك أيضا أن الزمن سيساعدك على -لا أقول نسيان ما حدث، فربما هذا لن ينسى-، وإنما على تجاوزه ورؤية الحياة من جديد.

أرجو أن تكون قد وجدت عملا غير الذي استقلت منه، ولكن عندي شعور أن هذا الأمر لم يحصل بعد، ولذلك فأنت ربما معظم الوقت تفكر بالأمر، وبحيث يكاد يسيطر عليك بشكل قهري، وتوقعي أنك إن وجدت عملا وبدأ الدوام فيه فهذا سيختصر الوقت الذي تصرفه في التفكير بالحدث وبالانتقام.

لن أقول لك حاول أن تنسى ما حدث، فهذا لن يحصل، وإنما أقول لك اصرف وقتك بعمل أو أعمال مفيدة لك، فهذا -وبشكل طبيعي- سيخفف من شدة هذه المعاناة.

هل عندكم أحد تثق به ويمكن الحديث معه عما جرى وبما في نفسك؟ فهذا سيعين كثيرا حتى والدتك، والتي من الواضح أنك خجول أمامها من رؤيتها لما حدث، لا تستبعد فكرة أن تتحدث معها لتشرح موقفك، والمهم أن حديثكما معا سيعينك ويعينها أيضا، وأنا أنصحك بهذا، وهذا ربما أهم سبب مما يمكن أن يخفف تأثير هذا الحدث عليك.

وفقك الله، ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات