فرق المعيشة بين حياتي الزوجية وحياة أسرتي يؤلمني، كيف أتجاوز ذلك؟

0 276

السؤال

السلام عليكم

أنا الابنة الكبرى لوالدي -حفظهما الله- ولي 4 أخوات وأخ واحد، ومثل أي أسرة نعاني من مصاعب الحياة، ونتكاتف ونجتازها.

تزوجت قبل سنة ونصف -ولله الحمد والمنة، لا أوفي ربي شكرا وحمدا على زوجي وحياتي الجديدة-، مشكلتي عندما أكون عند أهلي وأرى مشاكلهم ألوم نفسي؛ لأنني أفكر في موعد قدوم زوجي، وعودتي للبيت حيث الراحة والهدوء، ولم أكن بهذه الأنانية من قبل.

أشعر بالألم عندما أرى أو أكلم أخواتي عن مشاكل منزلنا، وأنا بيتي ينعم بالهدوء -الحمد لله-، أفكر لماذا أنا عشت في منزلنا أياما هادئة، وتزوجت وحياتي سعيدة، وأخواتي يعانين من تدهور الحال والمشاكل؟

لا أعلم سوى أنني أكره أنانيتي، ولا أحتمل بعد أن جربت الراحة، ولا أخفيكم أن أحيانا أبكي لأنني أشعر أن أخواتي يحتملن أكثر من طاقتهن، وأنا في الجانب الآخر سعيدة، هل إحساسي طبيعي أم هناك خلل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، وقد أفرحنا شكرك لربنا وربك، وبالشكر تزداد النعم، وبالشكر يحفظ الله النعم، وأسعدتنا مشاعرك النبيلة تجاة أسرتك الكبرى، وسوف تؤجرين على اهتمامك بهم، فاحتسبي ذلك عند الله، واسأليه إصلاح الأحوال، وتحقيق الآمال، فإنه الكبير الكريم المتعال.

لست أنانية، وليس شرطا أن تكوني في حياة منغصة؛ لأنهم يواجهون صعوبات، بل إن سعادتك وتوافقك مع زوجك نعمة عليك وعليهم، لأن المنغصات كانت ستشغلك عن مواساتهم، كما سعادة أسرتك في سعادتك.

وأرجو أن يشعر أهلك أنهم في نعمة إذا ما قارنوا أنفسهم بغيرهم، وهذا ما وجهنا إليه رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في قوله:" انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم لكي لا تزدروا نعمة الله عليكم".

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالاستمرار في ذكره وشكره، وأكثري من دعائه والاستعانة به، وتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يحزنك، ويطمع في التشويش عليك، وتذكري أن المناكفات بين الأشقاء أمر طبيعي، وأن الدنيا كما قال الشاعر:

جبلت على كدر وأنت تريدها ** صفوا من الأكدار والإقذاء
ومكلف الأيام فوق طباعها ** متطلب في الماء جذوة نار

وليس الإشكال في حصول المشكلات، ولكن المرفوض هي أن تأخذ أكبر من حجمها، بخروجها من إطارها الزماني والمكاني، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يلهم الجميع السداد والرشاد، وأن يرزقك بر والديك والوفاء لأشقائك وشقيقاتك، وسعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار في التواصل، ونتشرف في موقعكم بخدمتكم، ونسأل الله أن يوفقنا ويوفقكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات