تقدم لخطبتي مطلق ولكنه يطلب مني التمهل، فهل أوافق عليه؟

0 248

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بارك الله فيكم وفي هذا الموقع الرائع.

أنا فتاة في العشرين من عمري، أدرس في السنة الثانية من الجامعة، مشكلتي أنني منذ ثلاث سنوات تعلق بي شخص يكبرني بـ 25 عاما، ومطلق، ولديه طفلة، وحاول جاهدا أن يجذب انتباهي إلى أن نجح فعلا، وتعلقت به بشدة، حيث أن مكان عمله بجوار منزلي، وكنت أتردد عليه كثيرا، فأخذ يلمح لي بحبه ورغبته في الارتباط بي، بل وكان يسأل أهلي عني إن غبت، وأعطاني صورة ابنته ليثبت حبه لي.

والآن تقدم لي شخص آخر، ولكنني رفضته، وأخبرته في رسالة بأنه تقدم لي شخص، وأنني غير موافقة، وسألته عن حقيقة مشاعره تجاهي هل كانت حقيقية أم مجرد تلاعب؟ وإن كان ينوي التقدم أم لا؟ ثم امتنعت عن الذهاب إليه، فأخبر أختي بأنه يريد التحدث معي، ثم أخبرني بأنه يريد أن يتقدم، ولكنه خائف من فارق السن، ومن ردة فعل والدي، وأخبرني بأنه إن تقدم لابنته شخص بمثل ظروفه فمن الصعب أن يوافق.

وقد طلب مني أن نتمهل قليلا في هذا الموضوع خوفا من أن يكون اندفاعي هذا بحكم سني، أو أن أبدل رأيي، خصوصا أنه كان متزوج من قبل، ولا يريد أن يتعرض للفشل مرة أخرى، وأنه لا يريد إطالة فترة الخطوبة، وطلب مني أن أصلي استخارة، فسألته إن كان لا يريد الموضوع أصلا، فأخبرني أنه سينتظر، وأنه لا يريد إنهاء الموضوع، وغير متعجل بأمر الزواج، فهل كلامه هذا يعني أن أفكر جيدا أم أنه يتلاعب بي؟ وماذا علي أن أفعل؟ فأنا متعلقة به بشدة، وأخاف أن يجبرني أهلي على الزواج بغيره، وأنا لا أستطيع أن أحادثه في الموضوع مرة أخرى، علما بأن كلا منا ملتزم دينيا وأخلاقيا، وقد استخرت عدة مرات، وأخذت أدعو الله منذ بداية الموضوع أن يصرفه عني إن لم يكن من نصيبي، ولأشعر أنني لا أستطيع الحياة بدونه.

أرجو مساعدتي وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

ليس أمام هذا الرجل إلا أن يحسم أمره في أسرع وقت، فإما أن يتقدم رسميا، وإلا أن يغيب عن حياتك، والانتصار ليس في صالحك، وتفويت الفرص عليك مضر، والعبث بالمشاعر أمر لا يقبل، وتمدد العلاقة دون وجود غطاء شرعي خطيئة تحتاج إلى استغفار وتوبة، مع ضرورة التوقف الفوري طاعة لله.

وأرجو أن تعلمي -أيتها الابنة الفاضلة- أننا نقدر ما انقدح في نفسك من ميل، ولكننا نراه جريا وراء السراب إذا لم يتقدم الطرف الثاني في خطوات شرعية عملية للتصحيح وإكمال المشوار.

وإذا كان نسيان الرجل صعبا؛ فإن الأصعب والأخطر والأشد هو السير في طريق لا يرضي الله، وهو أيضا يصادم مصلحتك كفتاة تتطلع إلى حياة هانئة وكريمة مع زوج يأخذها على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وهذه وصيتنا لكم جميعا بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وقد أسعدنا هذا التواصل، ونفرح بالاستمرار، ونشرف بإشراكنا في اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يسعدك بالحلال، وأن يحقق لك السعادة والتوفيق والاستقرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات