أختي تعاني من ألم المعدة وظهور الدمامل أو (الشرى).

0 288

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أختي عمرها خمسة عشر سنة، قبل شهر أو أكثر كانت تشكو من آلام في الجهة اليسرى من معدتها، فذهبنا بها لطبيب عام، وشخص حالتها دون أي فحوصات أنها ارتجاع المريء، مع احتمال وجود قرحة بالمعدة، وصرف لها أدوية، ومضادات، استمرت عليها مدة من الزمن.

ظهرت لها في نفس المدة حبوب خشنة -ليس لها رؤوس- في يديها من الخلف، سببت لها حكة ووخزا، وكانت تظهر في أوقات وتذهب، ولم نهتم لها كثيرا في البداية، وبعد استخدامها العلاج وذهابنا للمراجعة؛ طلب منها الدكتور أن تستمر على الأدوية لمدة ثلاثة أشهر، ولم تقتنع والدتي بكلام الدكتور، وذهبت بها لاستشاري باطنية وصدرية، وقال: إنها لا تعاني من الارتجاع أو القرحة، وقد يكون كل الذي بها بسبب سوء التغذية، وأشار بعد أن عرضت والدتي علية الأدوية أن الدكتور صرف لها دواء ممنوعا، وبعد مدة بدأت تنتشر الحبوب في جسم أختي في مناطق مثل: الرقبة، والبطن، والصدر، والإبطين، والساقين، وحتى جانب وجهها ظهرت فيه الحبوب قريبا.

شخص حالتها دكتور الجلدية بالارتكاريا، وصرف لها أدوية في المرة الأولى، ولم يحصل أي تحسن، وكانت الحبوب تستمر بالانتشار، ثم صرف لها مرهما فيه (كورتيزون) ولم يشرح طريقة استخدامه، ولم تقتنع أمي مرة أخرى بـ (الكورتيزون) ورفضت إعطاءه أختي، وعرضتها على دكتور آخر، فقال: إنها حساسية عادية، وصرف لها أدوية منها أيضا شراب فيه (كورتيزون).

أيضا أختي تعاني من قشرة سميكة جدا في فروة الرأس، ولها رائحة، ولا أعلم إن كانت الحساسية قد انتشرت في فروة رأسها أيضا أم لا، فما الحل؟ مع العلم أنها قبل يومين شربت ماء مقروءا عليه، ومن بعده ظهرت لها خراجات (دمامل) كثيرة جدا في مناطق مختلفة من جسمها، مثل: الساقين، والذراعين، والظهر، والأماكن الحساسة، وتستمر بالظهور، فما سبب ظهورها؟ وهل يتعارض المضاد الحيوي مع العلاجات التي صرفها لها الدكتور للحساسية؟ وهل هذه أعراض مرض معين، أم هي أمراض مختلفة؟

أشكر لكم تعاونكم مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفـاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعانى منه أختكم الكريمة هو ما يعرف بمرض الأرتيكاريا، أو الشرى كما ذكرتي، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل: السمك والبيض والمكسرات والكيوي و ...) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء، أو الضعظ على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم.

قد يصاب المريض بأنواع مختلفة من الارتيكاريا في آن واحد، ولكني أتصور من الوصف المذكور أنها تعاني من النوع التقليدي، وفي أحوال كثيرة لا يكون له سبب واضح، ومن الممكن أن تختفي الأرتيكاريا بعد فترة زمنية لا يمكن التنبؤ بها، فلا تقلقي وتفائلي خيرا.

ولكن يجب التأكد من ذلك التشخيص بواسطة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة، وذلك من خلال: أخذ التاريخ المرضي لظهور المشكلة بدقة، وتوقيع الكشف الطبي، وفحص الجلد، وطلب ما يلزم من فحوصات وإجراءات.

وما يتعارض مع ذلك التشخيص هو قولك: إن الحبوب خشنة في السطح الخارجي من اليد، وأتوقع أن ذلك شيئا مختلفا عن بقية المشكلة المتعلقة بالحكة.

وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث، ويكون ذلك كاف في أحوال كثيرة, ويمكن زيادة جرعة تلك المضادات، أو إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرض, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها.

ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة، وفي العادة لا يستخدم الكورتيزون في علاج الأرتيكاريا إلا في أضيق الحدود، ولفترات قصيرة فقط، ومن الممكن أن يسبب المضاد الحيوي تهيجا في مشكلة الأرتيكاريا، ولكن لا بد من مراقبة الحالة، وتقدير الطبيب المعالج لمدى احتياجها للمضاد الحيوي.

أما بالنسبة لمشكلة ألم المعدة؛ فأنصح أن تتواصلي مع طبيب أمراض باطنية مشهود لة بالكفاءة والعلم, وذلك للتأكد من التشخيص فى المقام الأول, وسبب حدوثه، ولتقييم صحتها العامة, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وتوقيع الفحص السريري, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة.

بالنسبة لمشكلة الدمامل فهي نوع من أنواع الالتهابات البكتيرية المتكررة، ويجب في هذه الحالة التأكد من عدم إصابتها بأي أمراض، أو مشكلات عضوية تجعلها أكثر عرضة لحدوث تلك الالتهابات، مثل داء السكري، والأنيميا، ونقص الحديد بالدم، وإذا كانت لا تعاني من أي أمراض عضوية، فهناك نسبة من الأشخاص تكون عندهم زيادة في تكاثر نوع البكتيريا -بكتيريا المكورات العنقودية- التي تسبب تلك الالتهابات على الجلد.

العلاج يكون باستخدام مرهم Muprocin الموضعي لمدة أسبوعين، وإذا كانت الحبوب كبيرة نسبيا ومنتشرة بصورة كبيرة، فيمكن تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم مثل Augmenti 625mg، حبة كل 8 ساعات لمدة من خمسة أيام إلى أسبوع.

وللوقاية من تكرار هذه المشكلة؛ يجب إنقاص الوزن قدر المستطاع، وكذلك تطهير أماكن تكاثر البكتيريا المذكورة يوميا عن طريق الاستحمام اليومي، واستخدام الصابون أو المنظفات المطهرة المضادة للبكتريا، للمساعدة في التخلص من هذه البكتيريا من على سطح الجلد، والوقاية من تكرار ظهور هذه الحبوب مرة أخرى.

أخيرا: بالنسبة للقشرة السميكة بفروة الرأس أتصور أنها نوع من أنواع الأكزيما الدهنية، وهذا النوع من الأكزيما يكون متكررا، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود في الظهور، أو التهيج مرة أخرى، ويجب التكيف مع المشكلة التي تعاني منها واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال، وآمن في نفس الوقت حتى يتم السيطرة على المشكلة بدون آثار جانبية؛ لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي كما ذكرت.

ويمكن استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة مثل: Betnovate scalp application or Elocom lotion بواقع مرة واحدة يوميا لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط حسب الحاجة؛ حتى يتم التخلص من القشور، والالتهاب، والحكة، والاحمرار إن وجدت، ثم تستمر بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعيا، حسب الحاجة بشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقا، حتى تحافظ على فروة الرأس صحية، وخالية من القشور والأعراض المذكورة، وهذه الشامبوهات الـ Selenium sulphideأو Phytheol intense، أو Decros antidandruff، أو Kelual DS.

بهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعاني منها، وإذا عاودت المشكلة مرة أخرى يمكن استخدام العلاج الطبي، ولكن لوقت قصير، وهكذا، وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.

وفقك الله، وجزاك الله خيرا عن أختك، وحفظكم من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات