كيف أحقق طموحاتي وأنصر أمة الإسلام بتخصصي؟

0 260

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب في السنة الأخيرة بكلية الهندسة، والحمد لله، وفقني الله أن أدخل تخصص الهندسة المدنية لحبي هذا التخصص منذ صغري.

كنت ولا زلت أريد أن أكون معمرا للأمة الإسلامية، وطموحي نصب عيني أن أعمل على بناء وإصلاح بيوت المسلمين ومدارسهم ومصانعهم، حتى ينعم الله علي بإصلاح المسجد الأقصى ومدينة القدس بإذن الله.

الآن أرى الخراب الذي لحق بالأمة، فما في بلد إلا وحل بها الدمار والقتل، وانهيار البيوت وصراعات مع الظالمين والقتلة والمجرمين.

أين دوري لحال هذه الأمة؟ أأبقى في مذاكرتي والاهتمام بالتخصص العلمي الذي أشعر أنه لن يجدي أي نفع، وأترك الأمة ومصائبها أم أترك مذاكرتي وأعمل على مساعدة الناس، وأدعو الناس للإصلاح وأتعلم الفقه والشريعة؟

بحثت فترة طويلة عن أي عمل أساعد به أمتي، واشتركت في أعمال كثيرة، سواء خيرية أو أنشطة علمية، أو سياسية، أو دعوية، ولكن حتى الآن لم أجد الطريق الذي تحتاج له الأمة لكي أرفع رايتها حقا وصدقا، فماذا علي أن أفعل؟ وعلى ماذا سيحاسبني الله عز وجل عندما يسألني عن نصرة الدين؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- المهندس الناجح، صاحب الهدف العظيم، ونسأل الله أن يحقق أمنيتك وأمنياتنا بتحرير الأقصى، لنعمره مبنى ومعنى، ونسأل الله أن يرحمنا، وأن يصلح حال الأمة، وأن يخرجها مما هي فيه، وهذا ظننا بالله ربنا.

لا شك أن نجاحك في تخصصك وتفوقك فيه، من أهم ما يمكن أن تنتفع به الأمة، وما هدم أيضا يحتاج إلى البناء، والأمة لا يمكن أن تخرج مما هي فيه إلا بوجود مخلصين مبدعين بعد توفيق رب العالمين.

لا شك أن الواقع محزن، ولن نتشاءم، والأمل -بعد الله -في الشباب من أمثالك، وأهم ما ينبغي أن ننتبه له هو العودة إلى المنهج الذي تقدمت به الأمة ولن يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أولها.

ليس هناك مانع من الاشتراك في الأنشطة الخيرية والدعوية، مع الاستمرار في دراستك، بل والتفوق فيها، ولا يخفى على أمثالك أن نصرة الدين مسؤولية الجميع، ولكن النصرة للدين تبدأ بطاعتنا لله واتباعنا للرسول صلى الله عليه وسلم، فالهداية والنصر والخير في اتباع ما أنزل الله على الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالعمل وفق الطاعة في كل ما يحقق التقدم لأمتنا.

سعدنا بتواصلك، وفرحنا بشعورك بالمسؤولية والمساءلة بين يدي الله القائل: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) وسوف نفرح بالاستمرار في طموحك ونتفاكر في وسائل النصر، وأسباب الانتصار، والأمم تبنى بأيدي شبابها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات