السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدي ألم موضعي خفيف أعلى الثدي الأيسر من الجهة الداخلية "يعني بين الثديين قريبا من النحر"، وأحس به عند اللمس، وموعد دورتي الشهرية بعد أسبوعين -إن شاء الله-، ولا أشعر بأي عرض آخر، ولا أدري هل الألم في عضلة القفص الصدري أو في الثدي نفسه، مع العلم أني كلما أجريت الفحص الذاتي للثدي فإني أشعر بألم في هذه المنطقة، فهل يوجد داع لزيارة الطبيب؟
فأنا قد تعبت من الوساوس والشيطان منذ سنة تقريبا، وعرفت بأن لدي قصورا في الغدة، ومن بعدها بدأت أوسوس بالأمراض، ولا يهنأ لي بال حتى أبحث في الانترنت، حتى عن صوت الفك عند الكل، كل شيء، كل عرض ينتابني أبحث في الانترنت ولكن بعض المقالات تزيد مخاوفي، ثم أذهب للمستشفى وأعمل تحاليل وأشعة ومنظارا، بعضها يكون شيئا بسيطا مثل ارتجاع المريء، وأغلبها تكون النتائج سليمة –والحمد لله-، لذلك قررت التوقف عن البحث عن أي شيء، وكذلك زيارة الطبيب غير المهمة.
وجهوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الآلام التي تحدث في منطقة الصدر لها أسباب عديدة جدا، وحتى نقول بأن الألم هو بسبب نفسي وليس بسبب عضوي، أي بسبب الخوف وليس بسبب مرض ما -لا قدر الله-، فيجب علينا أولا نفي كل الاحتمالات المرضية الممكنة لهذا الألم، فهذا هو المنهج العلمي الصحيح بغض النظر عن طبيعة الشخص، وبغض النظر عن شدة الألم وتوقيته.
وبالنسبة لك: فإن الأمور تبدو مطمئنة -بإذن الله تعالى-، لأن الألم عندك لا يترافق مع كتلة في الثدي، ويحدث قبل موعد الدورة بأسبوعين، أي أنه يصادف وقت الإباضة، ولأنك صغيرة في السن، فالأمراض الخبيثة وأمراض القلب (وهي أكثر ما يهمنا هنا) تعتبر نادرة الحدوث جدا في مثل عمرك، هذه العوامل كلها تجعلنا نقول بأن الحالة عندك هي على الأرجح حالة بسيطة وغير مرضية، لكن يجب تأكيد مثل هذا الأمر، فكما سبق وذكرت بأن تأكيد سلامة الشكوى لا يتم إلا بعد استبعاد الاحتمالات المرضية.
لذلك -يا ابنتي- أرى بأن يتم الكشف على منطقة الألم عندك من قبل طبيبة مختصة، فإن تبين عدم وجود كتلة في الثدي، وتبين بأن التنفس والنبض والضغط طبيعي؛ فهنا يمكن طمأنتك بأن الحالة هي حالة بسيطة وعابرة، فقد تكون بسبب إرهاق وتعب، أو بسبب التغيرات الهرمونية في وقت الإباضة، أو أنها حدثت على أثر إصابة بالتهاب بسيط في الطرق التنفسية، أو بسبب شد عضلي أو حتى رض بسيط تعرضت له من دون أن تنتبهي لذلك.
إن قصور الدرقية هو من الأمراض الشائعة والسهلة العلاج، وحدوثه لا يستدعي الخوف والقلق، كما أن علاجه متوافر ورخيص جدا، وهو يستجيب على العلاج بشكل ممتاز، لذلك لا تجعلي هذا المرض يؤثر على أفكارك، أو يثير لديك الشكوك والوساوس في كل شيء، واحمدي الله عز وجل على نعمه الأخرى التي لا تعد ولا تحصى.
وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للخوف من الأمراض: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).
نسأله جل وعلا أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.