الإحساس بفقدان شيء من النفس

0 273

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أود أن أشكركم على كل ما تقدمونه للناس من مساعدة من خلال إجابتكم، فجزاكم الله خيرا، وأتمنى أن تساعدوني بإجابتكم على سؤالي.

منذ فترة بدأت أشعر أن هناك شيئا قد أضعته، قطعة مفقودة في نفسي ولا أدري ما هي؟ لكنني حاولت مرارا أن أملأ هذا الفراغ بعدة طرق لكنني لم أنجح، وهاأنذا أسألكم ماذا تقترحون علي أن أفعل؟ مع العلم أنني أصبحت أكره ما حولي، وأشعر أنني لا أستطيع تقديم شيء يسعدني، فأنا بأي وسيلة أريد أن أخرج من هذا المكان، لكن أهلي لا يتفهمون وضعي، ولا يعلمون مدى سوء حالي وأني مع الأيام سأفقد الإحساس بنفسي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد يخاف الإنسان على مستقبله ويخشى احتمالات الفشل، ويشعر بعدم الاستقرار نظرا لعدم الثبات على شيء، ويفقد الرؤية الواضحة أو بسبب الغموض الذي يكتنف طريقه الجديد.

واعلمي أن القلق والحزن هما أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية، وهو ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب هذه الدنيا ولا أحد يستثنى من ذلك، يقول عكرمة -رحمه الله تعالى-: (ليس أحد إلا يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا)، واعلمي أن رحمة الله بعباده واسعة، ومشكلتك هو الفراغ الذي تعانين منه، وملأ الفراغ لا يأتي بدون تخطيط، لا بد من وضع منهاج وخطة تسيرين عليها، ومن خلالها تتغير مشاعرك وسلوكك، ولقد حرص الإسلام على استثمار الوقت، وتحسين توزيع الوقت بين العبادة والعمل الجاد والراحة والترفيه الهادف والاستمتاع بالطيبات.

ولكي تتخلصي من مشكلتك هذه اتبعي الخطوات التالية:
- قوي علاقتك بالله تعالى.
- أكثري من الدعاء واللجوء والتضرع إلى الله تعالى.
- اجعلي لنفسك برنامجا فرديا تسيرين عليه منذ الاستيقاظ إلى أن تنامي، ويمكن أن يكون برنامجا يوميا أو أسبوعيا بحيث توزعي فيه أشغالك بما في ذلك وقت الأكل والشرب حتى تستثمري وقتك.
- اشغلي نفسك بالمطالعة الهادفة.
- حاولي أن تحتكي بالمجتمع وخاصة بزميلات الدراسة ولا تعتزلي، فالعزلة تولد لك القلق والحزن والفراغ.
- خصصي برنامجا للنزهة إلى الحدائق أو المنتزهات مع الأهل.

وتفائلي دائما بالخير تجديه إن شاء الله تعالى، ولا تيأسي، واجعلي باب الأمل مفتوح، وتذكري قول الله تعالى (فإن مع العسر يسرا *إن مع العسر يسرا)[الشرح:5-6].

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات