حصل خلاف بيني وبين زوجي ولكنه لا يريد إرجاعي أو تطليقي، فهل أطلب الخلع منه؟

0 310

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

شيخنا الفاضل أتمنى من الله عز وجل أن تجيبني وتساعدني في اتخاذ القرار المناسب، فأنا بحاجة إلى مساعدتك.

منذ شهر رمضان -تقريبا اليوم 10 من رمضان- حصل شجار بيني وبين زوجي، وسببه أن أمي أرسلت لي طعاما أحبه، فقلت لزوجي بأن يفتح الباب لأن أخي بالباب، فغضب زوجي وعنفني هل أنت قاصر؟ ولماذا يرسلون لك الطعام؟ وهل أنت لا تعرفين كيف تطبخين؟!

أخبرته أنها مجرد أكلة أنا أحبها وأخبرت أمي بأن تصنعها لي، فثار وغضب، فاتصلت على أخي وأخبرته بأن يعود، ثم طلبت من زوجي بعد الفطور بأن أزور أهلي وأجلس معهم بضعة أيام، ولكنه رفض، وصدمني بقوله بأنه تزوجني لكي أكون خادمة له ولأهله، حيث أنني أسكن مع أهله، أنا في الطابق العلوي وأهله في الطابق السفلي، وأنا التي أقوم بالطبخ وأعمال المنزل لهم إكراما لزوجي، ولكنه لم يقدر ما أقوم به من أجله، فقررت بعد سماعي لكلامه أن أخرج من البيت، فقد تحطم قلبي، ولكنه هددني بأني إن خرجت من البيت فأنا طالق، فتشاجرت معه، وأثناء شجارنا صعدت أمه وأخويه وأرادوا ضربي، وكان واقفا لا يتحرك، فوصفته بعدم الرجولة، إذ كيف يسمح لأخويه بضربي وهو لا يحرك ساكنا، وخرجت مع أهلي، وقال ونحن خارجين: إن أنا خرجت من البيت فأنا طالق، ولكني خرجت، ومرت 3 أشهر وأنا في منزل أهلي، وقد حاولت بأن أكلمه وأتواصل معه بالهاتف، ولكنه كان يغلق السماعة ولا يرد علي، فطلبت منه الطلاق، ولكنه لا يريد أن يردني أو يطلقني، وذلك بحسب رغبة والدته، فهو يدعي بأنه يحبني ولا يريد أن يطلقني، ولكنه في نفس الوقت لا يريد أن يردني، فماذا أفعل؟ هل أرفع عليه دعوى خلع أم ماذا أفعل؟ مع العلم أني أحبه، وقد مضى على زواجنا سنتين ولكن من دون أطفال.

أرشدوني فأنا في حيرة من أمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ bal igo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب "، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: شكر الله لك حرصك في العودة إلى زوجك، وبناء بيت صالح لك، وشكر الله لك تحملك زوجك، ونسأل الله أن يكون هذا في ميزان حسناتك يوم العرض على الله.

ثانيا: اعلمي -أيتها الفاضلة- أن أشد السنوات قسوة في الحياة الزوجية هي السنوات الأولى، فلكل طرف خبيئة لا تظهر إلا بعد طول عشرة، ولكل طرف ثقافته وعاداته، فما يراه واجبا عليك وفرضا قد لا يكون عندك كذلك، وما ترينه واجبا عليه قد لا يراه كذلك، والأصل أن يكون الحكم بينكما القرآن والسنة، لكن ربما مع تتابع المشاكل وغياب فن إدارتها حال بينكما وبين الوصول إلى هذه الحكم.

ثالثا: بر زوجك بأمه واجب عليه، ويعد آثما ومرتكبا لكبيرة من الكبائر إن عقها، وهذا أمر معروف بالفطرة، لكن هذا الواجب لا ينبغي أن يقوم على ضياع حقوق الزوجة، كما أن الزوجة العاقلة إن علمت طبيعة زوجها وحرصه على بر أهله -مهما كانوا- أن تتجنب الصدام معهم.

رابعا: العودة –أختنا- إلى بيت زوجك لا ينبغي أن تكون بلا وضوح ورؤية، فما الفائدة العودة اليوم لتجدي نفسك في صراع آخر، وربما أشد، إنما العودة التي لابد منها والتي يجب أن تحرصي عليها لابد أن تكون على أسس واضحة.

خامسا: إننا نريد منكم توسيط رجل من أهل الدين والعقل ممن يجلهم أقارب زوجك، على أن يتمتع هذا الرجل بالحكمة، ويجلس مع كل طرف على حده، ويستمع منهم ويستمع منكم ويحكم بينكم بكتاب الله عز وجل.

سادسا: لا ننصحك في الوقت الحالي الذهاب إلى المحاكم فالرجل قد بين لك أنه يحبك وأنه يريدك، وإنما الواجب الآن تقريب وجهات النظر.

سابعا: تذكري أن المعروف يذهب الضغائن ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ۚ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )، وأن الإحسان مع المسيء رفعة لك بين يدي الله عز وجل، وأن الحياة لا تخلو من كدر وبلاء فتلك طبيعتها:
جبلت على كدر وأنت تريدها ،،، صفوا من الأقدار والأكدار.
ومكلف الأيام ضد طباعها ،،، متطلب في الماء جذوة نار
فالعيش نوم والمنية يقظة ،،، والمرء بينهما خيال سار
وإذا رجوت المستحيل فإنما ،،، تبني الرجاء على شفير هار

فما من إنسان –أختنا- إلا وله حظه من البلاء مدرك ذلك لا محالة، قد يقل هنا أو يكثر هناك إلا أن الجميع يشترك في أخذ نصيبه منه.

ولا ريب أن أكثر الناس بلاء أهل الصلاح، وقد قال النبي -صلى الله عليه-: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل "، وقال: "يبتلى المرء على قدر دينه "، ولا شك أن كل ما يقع للمؤمن هو له خيركما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجبا لأمر المؤمن: إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ".

وأخيرا: الاعتذار لوالدة الزوجة لا بأس به، ولا اعتراض لنا عليه، لكن لا ينبغي أن يكون بلا رؤية واضحة، ويجب أن تعلمي ما عليك وما لك، وأن تكون الأمور واضحة، وهذا بأسلوب طيب.

نسأل الله العلي القدير أن يوفقك لكل خير، وأن يهدي زوجك، وأن يصلح ما بينكم، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات