السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ حوالي سنتين تخرجت من الجامعة، والحمد لله فقد كنت الأولى على تخصصي.
بعد ذلك تزوجت وسافرت للخارج مع زوجي بسبب وظيفته، والآن الجامعة اتصلت على أهلي بالسعودية يطلبون أن أقدم أوراقي عندهم للتدريس.
المشكلة أني نسيت كل شيء عن التخصص الذي درسته، حتى المعلومات الأساسية نسيتها، وكل أوراقي وكتبي في السعودية، ولا يوجد غير الإنترنت الذي يعتبر المرجع الأساسي لي.
فهل يا ترى أقدم على الوظيفة؟ وهل لو سنحت لي الفرصة أن أكمل دراسات عليا أكملها؟
ملاحظة مهمة جدا جدا:
عندما دخلت التخصص الذي تخرجت منه كنت أحبه لكن ليس حبا شديدا، كنت أشاهد البنات يتعمقون فيه ويتناقشون وأنا لو جاءت واحدة منهن تسألني أخاف ولا أعطيها الجواب مباشرة، فأقعد مع نفسي لوحدي وأجاوب على مهل، وبصراحة أكره شيئا اسمه دراسة مرة ثانية، لكن من حولي يقولون : "حرام لازم تكملين".
أنا لست جريئة وطبيعتي هادئة مع من حولي، أي أني لست كبقية النساء أحب السوالف، أستحي كثيرا.
ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن ينفع بك بلاده والعباد.
لا شك أن الجامعات تختار المتفوقين من أبنائها للعمل في التدريس، وشرف للإنسان أن يعمل في هذه المهنة العظيمة التي يجب أن تدرك أهميتها، ونخلص لله في عملنا، ونجتهد في النصح للأجيال المسلمة، ولا نجعل مهنتنا محصورة في العطاء الأكاديمي، ولكن لابد من غرس قيم هذا الدين في نفوس الأجيال، ولا فائدة في علم لا يصاحبه تقوى الله وطاعته.
ولو كان في العلم من دون التقى شرف
لكان أشرف خلق الله إبليس
وأرجو أن تصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة للخير بمن بيده الخير سبحانه، ولا بأس من استشارة الصالحات من الأخوات، فإنه ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، وتأكدي من سلامة بيئة العمل من المخالفات الشرعية.
أما بالنسبة لهجرانك للمواد الدراسية، فليس من الصعب عليك الاجتهاد في المراجعة، وكل مدرس لابد أن يحضر درسه قبل أن يعرضه على الطلاب.
وإذا كانت ظروفك الأسرية تسمح لك بالعمل ومواصلة الدراسة فهذا أمر طيب، وهو راجع إليك بالدرجة الأولى، وإذا لم يكن عندك أطفال ننصح بالتقدم للوظيفة، أما إذا كثر الأطفال وصعب عليك التوفيق بين واجباتك المنزلية ومتطلبات العمل فخير لك ولأطفالك عندها العودة لأشرف مهنة، وهي رعاية الأبناء لإخراج قادة صالحين وأمهات صالحات، وعندما يترك الإنسان الدراسة لفترة ما قد يشعر في البداية أن العودة إليها صعبة، ولكن هذا الإحساس سوف يزول بسرعة عندما يبدأ الإنسان المشوار مرة أخرى، وعندها يعتاد على القراءة والاجتهاد، وإذا كنت لا تحبين السوالف فهذا مما يعين على طلب العلم والاجتهاد في المراجعة والدراسة، والحياء مطلوب، وهو أغلى ما تملكه المرأة، وهو خلق يدفع الإنسان إلى الابتعاد عن كل قبيح، أما الخجل من قول الحق، ومجاملة الناس حتى وإن كانوا على المعاصي فهذا من الخجل المذموم، فالحياء خلق إسلامي وقرين للإيمان، ولا يأت الحياء إلا بخير.
والله الموفق.