الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إلى أي مدى يكون اعتماد الابن على الأب أثناء الدراسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أرى أن من يكون عالة على أبويه ينفقان عليه وهو راضٍ بذلك، ويستطيع إيجاد عمل بأنه ساقط وسفيه، وأؤيد من ينتقد فعل هذا الشخص، وأنا لا أريد أن أكون بهذا السفه، بل لا أرضى بأي خروج عن حد السلامة الأخلاقية، وإذا خرجت أتوب وأندم، وأسعى لتحصيل الرزق.

بالنسبة لي؛ فأنا حالياً طالب في قسم الهندسة الإلكترونية، بكالوريوس هندسة الحاسبات، ونظم التحكم، لكن لم أكمل هذه الدراسة، وبقي لي سنة فقط وأكمل، أي في شهر رمضان القادم سأنتهي من دراسة البكالوريوس، ومن ثم البحث عن عمل في هذا التخصص.

كما أني الآن أعيش على نفقة الوالد، ونفسي تقول: طالما أنه بقي لي القليل من الدراسة - سنة فقط - فلا داعي للبحث عن عمل؛ لأني قريباً سأكمل الدراسة، وأتوظف في نفس المجال، إن وفقني الله لذلك.

علماً بأن العمل إلى جانب الدراسة لا يؤثر على دراستي، وفي نفس الوقت أقول في نفسي: إن ذلك -أي العيش على نفقة الوالد- من نهاية هذا العام الهجري إلى رمضان من العام المقبل بأن هذا قد يكون من السفه، إذا استطعت إيجاد عمل مع التوفيق بينه وبين الدراسة، فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

بالنظر إلى عمرك -أخي- ودراستك وإمكانياتك الواضحة من خلال ما تكتبه وتوضحه وترسل فيه من أفكار، فإننا نقول لك: لا ينبغي لمثلك إلى اليوم أن يعتمد اعتمادًا كليًا على والديه في النفقة، بل يجب عليك من الغد -إن لم يكن من اليوم- أن تبحث لك عن عمل تنفق على الأقل منه على نفسك، وقد ذكرت أنه لا تعارض بين العمل والدراسة، ولذلك نحن نوصيك بما يلي:

1- البحث الفوري عن عمل لا يكون عائقًا لدراستك.
2- ليس شرطًا أن يكون المردود في البداية قويًا، بل المهم أن يكون معك على الأقل نفقة نفسك.
3- أشرك والدك في ما تود القيام به، فلربما تجد عنده فكرة لك أفضل، واستمع لوالدك بإنصات.
4- يمكنك أن تفتح محلاً تجاريًا، أو عملاً حرًا، أو تعمل في شركة تهتم بتخصصك، حتى ولو بأجر رمزي، فإن كسب الخبرة في الحياة العملية أحيانًا يكون متممًا للدراسة، وأحيانًا يكون أقوى من الدراسة نفسها.

هذا ما نوصيك به -أخي الكريم- ونسأل الله أن يسعدك، وأن يبارك فيك، وأن يعطيك فوق ما أردت لنفسك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً