السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحد أقاربي مريض نفسيا أو عقليا، لا أقدر أن أحدد طبيعة مرضه، فهو يعتقد أن أحدا يريد له السوء، وأن المخابرات تراقبه، ولقد أفسد الأجهزة الإلكترونية التي في غرفته؛ لأنه يعتقد أن بها كاميرات تراقبه، وقام ببيع تليفونه المحمول؛ لأنه يعتقد أن الأجهزة الأمنية تتنصت عليه، وأن أباه وأمه يضطهدونه؛ لأن أجهزة الأمن تضغط عليهم.
لديه إخوة يعملون في الجيش، يعتقد أنهم يدلون بأسراره للمخابرات، وأنهم يصورونه وهو نائم بالملابس الداخلية؛ لكي يفضحونه أمام الناس، مع أنهم لا يختلطون به كثيرا، وعندما تأتي أخته لزيارته يقول لها: إن زوجك لا ينفعك، الآن أريد أن أطلقك منه، وسوف أزوجك شخصا أعرفه، أفضل منه، مع العلم أن زوجها يعجز عن المشي على قدميه.
ويعتقد أن أجهزة الأمن أو المخابرات تعطي لوالديه أشياء يضعونها له في الأكل، فأحيانا يأكل معهم، وأحيانا لا، ويعتقد أن الجن تأكل وجباته الثلاث، مع أنه عندما يناديه أهله لكي يأكل معهم في الغداء لا يذهب، إلا إذا كان جائعا، أو يكونوا قد أحضروا له لحوما، أو دجاجا مع الأكل في الغداء، وفي اليوم التالي يقول لهم: ماذا وضعتم في الأكل، إن معدتي تؤلمني من بعد أن أكلت، إنني أعلم أن هناك أشخاصا يضغطون عليكم، فلا تسمعوا كلامهم، ويرقى نفسه بالقرآن كثيرا، ويستحم ويشرب ماء مقروء عليه القرآن مرات كثيرة في اليوم؛ لأنه يعتقد أن أحدا يسحره.
مرة اشترى بقولا من المحل، وبعدما وضعه في الماء قام بالذهاب لصاحب المحل، وقال له: إن البقول الذي أعطيتني إياه به سحر، ومرة أخرى أعطاه أحد أقاربه بعض البيض، وبعد أن قام بسلقه أعتقد أنهم سحروا البيض، وأيضا عندم يذهب للصلاة يطيل في الوضوء والصلاة، وهو الآن منعزل في غرفته، ولا نعرف ما المرض النفسي أو العقلي الذي يعاني منه.
علما أنه كان يعالج عند طبيب استشاري (مخ وأعصاب) منذ ثلاث سنوات تقريبا، ولا أحد يعلم من أهله ما طبيعة مرضه؛ لأنهم ليس عندهم ثقافة كافية، ولأنه كان يذهب وحده، وآخر ما يتذكرونه أن الطبيب قال له: أنا عالجتك بجميع الطرق والأدوية، وأنت الآن ليس بك شيء، وظل مدة معافى، وهو متوقف عن أخذ الدواء، ثم مرض مرة أخرى.
في يوم ما عندما جلست وتكلمت معه، وقلت له لماذا تهتم بالرقية كل هذا الاهتمام الزائد، قال لي وهو مغضب: أنت لم تأت منذ مدة طويلة، ولم تجلس معي سوى القليل من الوقت، فكيف عرفت أنني مهتم بالرقية، فخرجت من الموضوع بطريقتي، فقلت له: لأنني أرى أواني بها مياه وأوراق سدر كثيرة في الغرفة، ولأنني أرقي نفسي أيضا، ولهذا استنتجت أنك مهتم بالرقية، فهدأ وقال لي: إن هناك أحد الأشخاص يستهدفه بالسحر هذا الشهر، فهو يحصن نفسه بالرقية، فقلت له: إن الرقية الشرعية أفضل علاج، ولكن لا إفراط ولا تفريط، ويجب أن تأخذ بكل الأسباب.
ولأنه متدين قلت له: الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء).
فهل هذه الطريقة تنفع معه؟ علما أنني أحسست وأنا أكلمه من تعابير وجهه؛ أنه غير مهتم بما أقول، وأريد أن أطرح بعض الأسئلة عليكم.
أريد أن أعرف كيف نقنعه بأنه يحتاج إلى علاج؟ وكيف نتعامل معه؟ وهل أخذه بالقوة إلى طبيب نفسي أو مستشفى نفسي، واحتجازه بها من أجل العلاج ينفع معه؟ أم ماذا؟ مع العلم أنه شخص ذكي وصعب إقناعه، ولا يثق بأحد.
أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم.
ولكم جزيل الشكر والتقدير.