زوجي يتكلم مع نفسه، فما سبب ذلك، وهل يمكن أن يتخلص من ذلك؟

0 556

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنة ونصف تقريبا، زوجي -ولله الحمد- إنسان كريم، وخلوق، ومحترم، ويخاف الله، ولكن مشكلتي معه أنه يتكلم مع نفسه كثيرا، أول مرة سمعته كدت أن أجن؛ لأنه لم يسبق لي أن سمعت أحدا يكلم نفسه أبدا، سألته عن ذلك فبرر لي أنه أمر عادي، وأنه يكلم نفسه: لماذا لم يفعل كذا وكذا؟ ولكن الأمر زاد عن حده، صار يفكر كثيرا بصوت مسموع في الحمام -أعزكم الله-، أو في السيارة، أو في كل مكان، وإذا انتبهت له يسكت، وإذا مر الوقت يتمتم بينه وبين نفسه.

صارحته، وأخبرته بأنه يجب أن يتعالج قبل أن تتطور الحالة عندك، فرفض رفضا شديدا، وأنه على حد قوله: "ليس مجنونا"، وصار قليل النوم بسبب كثرة التفكير، وتأتيه حالة لفترات ثم تزول، مع أن طبعه اجتماعي وضحوك ويحب الأحاديث الطيبة، ولكن عندما تأتيه الحالة يصبح وكأنه لا يسمعني، فأضطر لأن أعيد عليه الكلام حتى ينتبه.

أنا أعيش في حالة لا يعلم فيها إلا الله، فأنا أراقبه في كل تصرفاته، وقد تعبت جدا، فهو رجل كتوم جدا، ولا يشتكي، ولا يتذمر، ويمر بظروف مادية صعبة، وأنا أعذره، وحاولت أن أكلمه وأوضح له بأني سأساعده وأقف لجانبه، ولكن لا أريده أن يفعل بنفسه ذلك، فقال: إنه يريد أن يؤمن مستقبلنا، ولكني خائفة عليه وعلى حياتي معه.

أنا إنسانة حساسة، وأحاول أن أصبر وأكتم بداخلي، ولكن سرعان ما أنفجر.

ما نصيحتكم لي جزاكم الله ألف خير؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوران حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك إذا كان حديث النفس بهذه الصورة التي تتحدثين عنها، وقطعا ملاحظتك واضحة ودقيقة، ونأخذها على محمل الجد، فهذه الحالة تعتبر أمرا غير طبيعي، لكن إذا كانت الخواطر تأتي في بعض المرات؛ فهذا يعتبر أمرا طبيعيا بالنسبة لبعض الناس.

من المفترض أن يكون غيرك قد لاحظ نفس هذا السلوك الذي يصدر من زوجك الكريم، فإن كان بالإمكان أن تسألي في سرية تامة أحد أخواته أو والدته مثلا، إن كانوا لاحظوا هذا الشيء، وإن حدث تأكيد فهنا سوف تجدين من يتعاون معك من الأسرة؛ لإقناعه بالذهاب إلى العلاج، وأعتقد أن هذه طريقة جيدة، وما دام هو من جانبه يرى أنه غير مريض وأن الأمر طبيعي؛ ففي هذه الحالة التوجه لأحد أخواته أو والدته أعتقد أنه سيكون هو الأمر الأفضل والأجدى، على أن يتم ذلك في سرية وخصوصية واحترام وتقدير له.

هذا هو الذي أراه أنسب، ولا تتخوفي كثيرا، فقد لا يكون الأمر مرضا نفسيا أساسيا، وربما تكون خواطر نفسية، وربما يكون حديث نفس، لكن إذا كان بهذه الاستمرارية، ومرتبط بمزاجه العام؛ أعتقد أن ذلك يجب أن يتم استشارة الطبيب فيه، من خلال أن تتم مناظرته مباشرة والتحدث معه، ومن ثم يمكن الوصول إلى التشخيص السليم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات