السؤال
السلام عليكم
أمي عمرها 42 عاما، لا تصلي إلا نادرا، مع أنها ترى نفسها بأنها تصلي، ودائما ما تصرخ على إخوتي الصغار بأن يصلوا، وتقول لهم: إن الصلاة أهم شيء، وإنه لن ينفعنا غير الصلاة، وأنا أستغرب كيف تحث على شيء هي لا تعمله؟
حلمت بها ذات مرة، وكأنها ميتة والناس يبكون، ولكنني لم أكن في الحلم أبكي عليها، وإنما كنت جالسة في زاوية وأنا حزينة وألوم نفسي: لماذا لم أنصحها بأن تصلي قبل موتها؟
ولكني بعد أن استيقظت حمدت ربي بأنه كان حلما ولم يكن حقيقة، وقررت بأن أنصحها، فماذا أفعل؟ فأنا لا أريدها أن تموت وهي لا تصلي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يقر عينك بصلاح الوالدة، وبانتظام صلاتها للكبير المتعال، ونسأله تبارك وتعالى أن يحقق لنا ولكم الآمال.
لقد أحسنت الوالدة بتحريضها لكم على الصلاة، وتقصيرها لا يبيح لها التقصير في حقكم، فهي راعية ومسئولة عن رعيتها، والله سائلها عن صلاتها وعن صلاة رعيتها.
ولا شك أن التأثير الأكبر إنما يكون لمن صدقت أقواله الأفعال، وتطابقت الأفعال مع الأقوال، وكانت السريرة عنده -عندها- أفضل من العلانية، والتحذير شديد لمن يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويقع فيه، وفي الحديث الصحيح: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فتندلق أقتاب بطنه (أمعاءه) في النار، فيقول له الناس: يا فلان ألم تك تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر، فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه)، والأمر خطير، قال تعالى: (كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون).
ومن هنا يتضح أن خوفك في مكانه، وأنت مشكورة على ذلك، وكم يسعد الآباء عندما يجدون النصيحة من أبنائهم وبناتهم، ولكن نصح الوالدين له آداب وفنون، فعليك:
- بالدعاء ثم الدعاء لوالدتك ولنفسك.
- نوصيك بالقرب منها وزيادة البر بها.
- مشاركتها في الصلاة، فإن إقامة صلاة الجماعة بين النساء في البيت من الأمور المهمة.
- الإشادة بجهودها ومميزاتها، والتي منها الحرص على أن يؤدي الجميع الصلاة.
- معرفة خصائص الوالدة وطرائق الدخول إلى قلبها.
- إقامة مجلس علمي تتناولون فيه مواضيع مثل: الصلاة، والقدوة، والحكمة في الدعوة.
- كوني قدوة لها ولأهل المنزل في الصلاة وفي غيرها.
- الاستمرار في التواصل مع موقعك، وبيان صفات الوالدة ونمط شخصيتها، والقيم والمبادئ المنظمة لحياتها، حتى نتعاون في وضع الخطة الدعوية المناسبة لها، وسوف تفيدنا المعلومات عن دور الوالد والوضع الاجتماعي للأسرة، وأبرز معالم طفولة الوالدة، وغيرها.
وهذه وصيتنا للجميع: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك دوام التوفيق والسداد.