السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة تقدم لخطبتي شاب، وتمت الرؤية الشرعية، ارتحت له كثيرا، وصليت الاستخارة ولم يتبين لي شيء، إلا أنني أصبحت قلقة ومتوترة كثيرا، وكدت أن أفسخ الخطبة، وحين سألت من حولي، قالوا: إن هذا التوتر أمر طبيعي لكل فتاة مقبلة على الزواج، فاستمرت الخطبة، وارتحت للأمر.
والآن مرت على الخطبة ستة أشهر، والكل يشهد بأخلاق خطيبي الطيبة، لكنني مؤخرا صرت أشك أنه يكلم فتاة أخرى، كنت أستغفر وأقول هذا من مكايد الشيطان، في مرة وأنا أكلمه في الهاتف قمت بالاتصال به من رقم آخر، فوجدت أنه يستخدم خدمة (إظهار الرقم مغلق عند الاتصال)، أي إذا اتصل به أحد، يجد هاتفه مغلقا، ولا يجده يتحدث، هذا ما جعلني أشك أكثر، فلماذا يقوم بهذا التصرف؟ أصبحت لا أثق به، وكل مرة أقول لنفسي: لعله يكلمها الآن، تأثرت بهذا الأمر، وأصبحت أمر بأيام صعبة، وصرت قلقة، أريد أن أعود لحياتي الطبيعية، ويرتاح بالي ويطمئن قلبي، ماذا أفعل؟ أنا لم أصارحه خوفا من أن أخسره من جهة، ومن جهة أخرى أخاف أن عدم مواجهته يجعله يتمادى ويستمر على هذا الحال حتى بعد الزواج، ولا يبالي بوجودي، وأنا أحبه ولا أريد أن تشاركني فيه أخرى.
صار يتملكني الخوف، وأقول ربما هذا الرجل لا يناسبني، وربما لا أعيش معه في سعادة، وتدور في بالي أفكار مرعبة عن الحياة القادمة، فعدت أصلي الاستخارة مرة ثانية، فهل أخطأت عندما توقفت عن الاستخارة؟ وهل هذا القلق هو الإجابة عن استخارتي أم إنه حالة عادية لأنني سأعيش حياة جديدة مع ناس جدد?
أرجو منكم المساعدة والنصح، وبارك الله فيكم، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يسعدك مع من طرق بابكم، وأرادك بالحلال، ونسأل الله أن يحقق لنا ولكم الآمال.
أرجو أن تعلمي أن الانطباع الأول هو الأساس، ووجود الارتياح والانشراح قاعدة النجاح، ولا عبرة بما يحدث بعد ذلك من هم أوغم أو خوف؛ لأن هذه الأشياء إما أن تكون طبيعية؛ لأن الفتاة ستخرج من عشها، وتفارق أهلها، وتواجه مسؤولياتها، وإما أن تكون زائدة، فهي من الشيطان الذي لا يريد لنا الحلال، وهو لنا عدو، وهمه أن يدخل علينا الأحزان، ولكنه ضعيف، ولا يملك إلحاق الضرر بنا، إلا إذا قدر مالك الأكوان.
ومن هنا فنحن ندعوك إلى الإقبال على من طرق الباب، وتعوذي بالله من الوساوس، ولا تتجسسي عليه، فإن التجسس وسوء الظن قبله أبواب من الشر يفتحها علينا الشيطان، وإذا كان زوجك طيبا، وقد قبلتيه ورضيه محارمك، فلا تتركي يقينك لأجل وساوس وأوهام يشوش عليك بها الشيطان الرجيم.
وقد أحسنت باهتمامك بصلاة الاستخارة، التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وأرجو أن تعلمي أنه ليس من شروط الاستخارة أن ترين شيئا، وليس من شروطها أن لا تحصل صعوبات، والاستخارة مكانها الحيرة والتردد، وليس المطلوب المداومة عليها بعد اتضاح الأمر.
وقد أوصى ابن مسعود -رضي الله عنه- من طلب الوصية بعد وليمة عرسه، بقوله: إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونتمنى أن لا تفتحي هذه المواضيع معه، وأشغلي نفسك بالذكر والصلاة والدعاء، ونسأل الله أن يسعدك، ويحقق لنا ولك السعادة والهناء، ولقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، ونسعد باستمراركم في التواصل، ونسأل الله أن يبارك لكما، ويبارك عليكما، ويجمع بينكما على الخير.